[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى عبود بن يحيى[/COLOR][/ALIGN]

قال لي في لغة تهكمية .. أتعرف فلانا؟ .. قلت وكأنني أحلم فصحى .. من فلان؟ .قال يا هذا الفيلسوف .. لا تثر أعصابي انه كما أعرف .. كان ذات يوم من زملائك أيام الدراسة الابتدائية.. أقصى أيام الأيام الخوالي.. أيام أمك وأمه يأكلان تمراً وذرة بيضاء وماءً رقراقاً من داخل الآبار الارتوازية.
قُلت تقصد فلانا الفلاني ما غيره!! وأردفت: صدقني أنني لم أره منذ عشرات السنين.. لكنني أردفت حزيناً ولم أعرف عنه شيئاً .. لأنه لا يمشي فوق الأرض وأنا كما تفهم حافٍ خاوي الجيب ولله الحمد من قبل ومن بعد.
قال: ألم تلاحظ كيف يتصرف ويتكلم في المجالس الاعتيادية التي يدعى اليها أو يكون فيها بحكم الظروف؟.كيف أصبح وأمسى وكأنه طائرة مجنح كالطاؤوس يمشي بخيلاء ونطقه ملتبس لا تدري أفي نطقه لغة الغربان أم الصقور الجانحة المستعلية.
قلت له: كي أثير اعصابه له حق .. له حق فأرصدته في البنوك ارقامه شتى.. وبدلا من أن يحمد الله حمداً كثيراً فيتواضع أيما تواضع لكنه عفا الله عنه استعلى حتى كادت رقبته أن تصل إلى عنان السماء.
قال لي وماذا في ذلك.. فليس هو الأول ولن يكون الأخير حين تضحك له الدنيا.
قلت لهذا الملحاح: ليس أول ولا أخير لكنه عفا الله عنه (مُحدّث نعمة) ، والإنسان أي انسان يا صاحبي الودود .. الكثير منهم من كان فقيراً لا يملك شروى نقير كما يقولون.
وتشاء الارادة أن تضحك له الدنيا وهو بين أمرين لا ثالث لهما.
أما أن يكون سعيداً بشوشاً صاحب خلق رفيع يقدم الخير من أجل الخير دون منة ولا دعاية.\”ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى..\” لا تغيره \”المادة\” ولا تجنح به.. وأما أن يكون شقياً أرعن فتجده يتجهم لاخوانه وأصدقائه ويظن وبعض الظن إثم إنه اعطى المال لأنه أوفر حظاً أو هو المستحق هذا الولد.. لكننا للأسف لا نعتبر أي تبلدت الأفهام وتشتت المعاني وصغرت المبادئ إلى تلوين وتقزيم وتفتيت.
قلت له ماذا تريدني أن أقول سوى ان أكرر إن هؤلاء ومنهم صاحبنا ومن هم على شاكلته لم يتعظوا من \”قارون\” ذلك الهالك من أيام فرعون عليه اللعنة الأبدية.والقرآن الكريم يذكر قصته حين قال بغرور وجهل \”إنما أؤتيته على علم عندي\”. فخسف الله به الأرض وجعله عبرة لمن يعتبر.ولكن للأسف والألم، الكثير من الناس لم يفهموا وبالتالي لم يعتبروا .. يا أمان الخائفين .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جدة ص.ب 16225
ت: 6318504

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *