محمد بن أحمد الشدي

الشعر فن جميل.. وعمل إبداعي من الأعمال الأدبية الراقية تزدهي به كل اللغات الحية في العالم، وتحتفل به سائر الأمم احتفالاً عظيماً.. وتعتبره أرقى، وأغنى أنواع التعبير وألوان الفن الأصيل.وإذا كان الاغريق والرومان قد نظروا إلى الشعر هذه النظرة العالية ورفعوا قائليه إلى مرتبة الأبطال والفرسان.. فإن الشعر عند العرب هو علم وفن لم يكن لديهم ما هو أرقى منه، كما أشار الأديب العربي المشهور (أبو بحر الجاحظ) .
وقد ولع العرب فعلاً بالشعر قولاً وحفظاً وتذوقاً ودراسة حتى قيل إن نصف العرب شعراء بالسليقة. وما دمنا نتحدث عن الشعر، والحديث عنه شيق وجذاب فلابد أن نذكر، أو نتذكر أن بلادنا هي المهد الأول للشعر والشعراء منذ القدم.. ولا تزال كذلك.. إذا يندر أن نجد في بلادنا من لا يحب الشعر ويقوله، ويتمثله، ويتنفسه، ويعشقه، إلى أبعد الحدود.
كثير من شيوخنا وشبابنا، وحتى أخواتنا وأمهاتنا يقولون هذا الشعر بعفوية وصدق، وينطلق من أعماقهم صافياً شجياً مليئاً بالمشاعر الإنسانية الدافقة الحارة.
إن الشعر في بلادنا.. هو هاجس الكثير منا بأي غرض كان، وبأي لون، وبأي أسلوب، سواء كان شعراً قديماً، أم حديثاً، أم شعبياً. وليست المعجزة كما يقول أحد الشعراء: هي أن يكون العربي شاعراً، ولكن الأمر الغريب هو أن لا يكون كذلك.الذي ذكرني بهذا الموضوع وطرقه، هو اهتمام البعض بالشعر ومكتباته الخاصة به، وكأنه أصبح صرعة من الصرعات – أو زينة تزين به المجالس والردهات، وكأنه لم يكن في يوم من الأيام هو لسان الأمة وبيانها الذي تذب به عن نفسها وكيانها ووجودها.
فيا ليت أولئك من طلاب الشهرة يكفون عن العبث بالشعر فهو ليس طواويس ملونة لتزيين صوالينهم وردهاتهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *