محمد حامد الجحدلي

احتفلت المملكة منذ مطلع الأسبوع الحالي باليوم العربي لليتيم، ولهذا الاحتفال دلالة واضحة تؤكد مكانة هذه الفئة الغالية علينا جميعا من بنين وبنات، كما هي إحياء للسنة النبوية المطهرة التي أرسى قاعدتها التأصيلية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكل ما يهم شأن اليتيم ويحفظ كرامته، وفي مجتمعنا السعودي الكثير من الوقفات المشرفة كمجتمع فطر على المحبة والتراحم فيما بيننا، حيث التفاعل والمشاركات الايجابية في كافة المناسبات المماثلة لهذه الشريحة العزيزة على قلوب الجميع، ولست بصدد الحديث عن جهود وزارة الشؤون الاجتماعية التي تبذلها وفق برامج مدروسة وخطط زمنية على مدار العام، ليأتي هذا الاحتفال مؤكدا اهتمام معالي الوزير شخصيا بهذه الفئة التي فقدت أحد الأبوين أو الاثنين معا، وكنت أتمنى أن يكون في متناول يدي إحصائية بأعداد هؤلاء الأيتام في المملكة لمزيد من التناول بشكل دقيق، بينما المتداول حاليا هو المزيد من الاهتمام بهم فهم بحاجة لجرعات من الحنان والتوجيه الأبوي الذي يؤهلهم لمواجهة أعباء الحياة المتزايدة والثقة بالنفس لتجاوز ما يحيط بهم من صعوبات عديدة، ولمن يشجعهم ويرفع من معنوياتهم ويؤازرهم.
وهذه تحتاج إلى تخصصات في التربية وعلم النفس تُدرك متطلباتهم وتتعايش مع ظروفهم لأنهم أولا وأخيرا هم جزء من هذا المجتمع، ينتظرهم مستقبلا حافلا في مجمل المشاركات الايجابية لكافة برامج التنمية التي تمر بها المملكة، خصوصا وأن نماذج من هؤلاء الأيتام قد حققوا تفوقا وتميزا يفوق أقران لهم في مراحل التعليم العام والجامعي والعالي، ولكي نجني المزيد من الاستثمار لسواعد الوطن وبناء مستقبله، فإن القطاع الخاص معني بالمشاركة في دعم آلاف الأيتام في كافة التخصصات الطبية والتعليمية والمنح الدراسية، ومكاتب الخدمات الفندقية والسياحية وحجوزات بالخطوط السعودية لتنظيم رحلات داخلية لزيارة الأماكن المقدسة خلال الإجازات الرسمية، وإقامة مسابقات رياضية وثقافية ومساهمات صحفية من قبل هؤلاء الأيتام مقارنة بفئات عمرية تتماثل معهم في الميول والهوايات، شخصيا لا أستطيع أن أوجه عتبا بعينه لجهة من الجهات المعنية سواء قطاعا عاما أو خاصا، ولكنه أمل يُرجى وفكرة تأمل أن تجد من يتفاعل معها لاحتضان هذه الفئة الغالية من أبنائنا وبناتنا الأيتام، وهو أيضا واجبا تفرضه علينا الخصائص الإنسانية التي يتمتع بها مجتمعنا السعودي.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *