[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. محمود محمد بترجي[/COLOR][/ALIGN]

كانت التوقعات بشكل عام وتوقعاتي بشكل خاص بأن النظام الليبي لا يصمد أكثر من عشرة أيام بعد تظاهرتي تونس ومصر اللتين أسقطتا الرئيسين خلال 27 يوماً ، 18 يوماً ، لا سيما وأن القذافي ونظامه يحظيان بكره عربي وإقليمي ودولي فريد من نوعه حيث تكاد لم تنج دولة في هذا العالم من مؤامراته أو جرائمه ، بل ويتمنى المجتمع الدولي أن يزاح من الخارطة السياسية وأن يفيق وهو بعيد عنها نهائياً ، اليوم وبعد مرور أكثر من شهر على انتفاضة الشعب الليبي ، القذافي يرتاح على وضعه ويستعيد أجزاءً كثيرة من أراضي ليبيا ويرتكب يوماً بعد يوم مجازر دموية بشعة بحق الشعب الليبي بل ويرفض التحاور معهم ، في ظل صمت عربي ودولي طال كثيراً باستثناء قرارات خايبة وخجولةُ ومتأخرة وبطيئة ولا توفر الحد الأدنى من الحماية للشعب ، قطع العلاقات الإقتصادية ، تجميد أموال العقيد وأسرته ، فرض حظر بيع السلاح له ، فرض حظر جوي حتى وصلنا إلى قرار الضربات الجوية، لا شك أن هناك مصالح مادية وإقتصادية تربط نظام القذافي ببعض الدول ، وتخوف دول أخرى من كشف المستور عن علاقة ساقطة مع ذلك النظام ، ورغبة دول ثالثة بل وتمنيها من انتصار القدافي في قمع الانتفاضة لوقف حركة مد الثورات الشعبية ، ولا يتوانى عن تقديم الغطاء والدعم اللازم لتحقيق ذلك الهدف ، توني بلير رئيس وزارء بريطانيا السابق يعمل كمستشار له مقابل مليون دولار ، برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا يستثمر 50% من أموال القذافي ، رواتب ومكافآت وهبات لرؤساء وزعماء أفريقيا من ملك ملوكهم ، شراء ذمم بعض علماء دين ومثقفين ، دعم لبعض وسائل الإعلام مقابل التستر على جرائم النظام حتى ولو عن طريق ادعائهم بتعرضهم للتشويش وقطع الإرسال ، حتى بعض القنوات الفضائية التي لم يستطع شراء إدارتها والتأثير على توجهها لم يعجز من استقطاب مراسليها ، تغيرت المفاهيم ، تبدلت القناعات ، انقلب كل شيء ، الجميع متورط ، مراسل العربية يصف المرتزقة القتلة الموالين للقذافي بالجيش ويصف الثوار الأبطال الشرفاء بالمتمردين ، رغم شوشرته على بث قنوات الـ MBC وقطع إرسال قناة العربية ، مراسلو العربية يلقون الدعم والترحيب والحماية بينما مراسلو القنوات الأخرى يقتلون ويعذبون وينفون من الأرض ، تحظى قناة العربية \”السعودية\” بالمقابلات مع القذافي وابنه سيف الإسلام مع أن كرهه وحقده على نظام الحكم في السعودية قديم ومعروف ، وبعد كل هذا يقال إن القذافي مجنون ، 42 سنة يحكم شعبه ويقال عنه مجنون ، من من الزعماء العرب \” العاقلين\” مكث على رأس شعبه كل هذه المدة ، من منهم استطاع أن يقمع انتفاضة بهذا الحجم والقوة ويعاود سيطرته على كل شبر من أراضي ليبيا مع ذلك هناك إصرار بأنه مجنون ، من المجنون القذافي أم شعبه أم العالم أم أنا؟ لم أعد أعرف .
ولكن رغم كل هذا الذي قلته كان القرار الأخير بداية الضوء للشعب الليبي الشقيق.
فاكس 6602228 02

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *