د.علي محسن السقاف

لا تسعني الفرحة بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بعد رحلة علاج ناجحة بإذن الله ولقد كانت فترة غيابه من الفترات الكئيبة في حياتنا جميعاً فلقد احبنا واحببناه بل واحبه معنا جميع العرب والمسلمين الذين بذل لاجلهم مساعيه الحثيثة وجهوده المخلصة حتى اجتمعت به كلمة العرب والمسلمين في كثير من الاوقات العصيبة.
وقد خطت المملكة في عهده يحفظه الله خطوات جبارة على كل الاصعدة وتحققت منجزات اقتصادية وتعليمية ضخمة وانجزت بالمشاعر والحرمين مشاريع لم تكن تخطر على بال احد منها المشروع العظيم لتوسعة المسعى والذي حفظ الله به ارواح الحجاج والمعتمرين ومنها التوسعة الكبرى حول المسجد الحرام ومنها مشروع المظلات والساحات بالحرم النبوي الذي ظلل مساحات للمصلين تساوي تقريباً مساحة الحرم الحالية بالاضافة لمشاريع اخرى جبارة مثل جسر الجمرات وقطار المشاعر فتحول الحج بعدها من المشقة والخطر الى السهولة والامان وبشكل لم يحدث من قبل في تاريخ المسلمين ولم يكتف الملك عبدالله بما سبق فأقام على نفقته الخاصة المشروع الخالد لسقيا زمزم فأصبح الماء المقدس صافياً ومعقماً بعد ان بدأ الحاسدون يثيرون الريبة والشك حول نقاوة الماء الذي يجري بمكة منذ آلاف السنين.
ولقد نعمت جزيرة العرب بالامن والسكون في عهد الدولة السعودية الحالية اعزها الله وادامها بعد ان حرمت منهما مئات السنين وكانت جزيرة العرب قبلها مضرباً للمثل في الفوضى والشقاء وكان الناس يتعرضون على الدوام للسلب والنهب والقتل ولا يأمن المسافر الطريق بين مكة والمدينة بل ولا بين مكة وجدة فلا يسير المسافر او الحاج الا مع القوافل المحصنة.
ولما وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هذه البلاد عمها الهدوء والسكون ولفها الامن والامان وفاضت فيها الخيرات والبركات ونشأت المدن العملاقة في قلب الصحاري وارتبطت جميع ارجاء البلاد بالطرق السريعة وانتشرت المطارات في اغلب المدن وتأسست المدارس والجامعات وبنيت المساجد والمستشفيات واصبح رجال الحواضر والبوادي اطباء ومهندسين وعلماء وطيارين وتحققت في بلاد العرب معجزة جبارة بكل المقاييس.
نسأل الله تعالى ان يحفظ لنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويطيل عمره في صحة وعافية ويحفظ اخوته الكرام ويديم على بلدنا نعمة الامن والاستقرار والتقدم والرخاء ونختم بهذه الابيات

اهلا بقادم خير
قد بر قولا وفعلا
من طاب في الناس فرعا
كمثل ماطاب اصلا
ومن رقي في المعالي
فوق السماك واعلا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *