[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

بعد أن مط ّ شفتيه سكنته ارتعاشة حرف.. سكب لمحبوبته التي لم تمنحه حق الاختيار نمنمة هامسة ومضى في ترجمة ما تبقى على الورق حتى كانت الصدفة بعد أن عثر عليها في أحد الأسواق تجر خلفها جيشا من الصبيان ..سألته ببرود : ما ذا فعلت بك الأيام ..قال لها : أبد على حطة يدك !!
في فناء البيت أطال المكوث حول الزهور ..خالجه وله مسروق من زحمة النسيان ..بعثر من الأوراق صفحتي (تعب) وكتب من الأنين حروف اشتياق إلى أن منحه عقرب الأيام سانحة لقاء مع طيفها المتواري ..كانت فرحة بلقائه لكنه مازال متخما بالجراح , راح يسألها هل هرم إحساسي بعد سنوات من شقاوة ( الاشتهاء ) بعد فهلوة التمرد والتسكع مع صباحات الحب والهذيان .. امتد به الخطو نحو البعيد إلى أن أيقظه صوت المنبه ليذهب إلى العمل ..ويغلق ما تبقى من صفحات الأوهام.
بعد أن سقط قلبه في لعبة ( الزيف ) ….كان حري به أن يصرخ في وجه الأيام أن يسخط في ثورة غضب هوجاء بيد أن مشاعر محبوبته الزائفة كانت أكثر كرما على غير المعتاد , لقد منحته فرصة للملمة الآلام وجعلته يسمو فوق عذابات الأقدار , اليوم لم يبقي في جعبته سوى بصقة على شارع الأحزان .. هاهو يواجهها قائلا : لك أيتها البلهاء حرية السير في دروب الضياع..
منذ أن كان الوعد وجاء اللقاء و المسافة ( نقطة ) , ظللت أتكئ عليها لتحوي فواصل التعب كلما تناثر الدمع بين أسطر الإجحاف , وتمضي الأزمنة وأنا مازلت أبحث عن نهاية لامتداد الشوق. أعترف اليوم بأنني لم أجني من رحلتي معكِ سوى بضعة نقاط جديدة , سأمنحك إياها بعد أن عزّ ملء الفراغ و ثقي بأنني سأترقب الأيام إلى أن يعود الحنين إلى نقطة وعد فالتقاء.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *