عزومة.. (الأمانة) لأهل جدة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
** اقترح على امانة جدة أن تقيم \”عزومة\” كبيرة للاهالي، بحيث يدعو كل فرع من فروع الامانة من يتبع له من الاهالي والسكان الى ساحة من الساحات، ويتم فرد \”السفر\” وتقاطر \”المفطحات\” وخلالها يقدم رئيس البلدية الفرعية اعتذاره – نيابة عن معالي الأمين والأمانة – للاهالي والسكان عن القصور والنقص، ويرمي \”غترته\” عليهم، ويرجوهم \”السموحة\” ثم يضرب بيده على صدره، ويقول \”نحن لها.. هذه المرة\”!!
** ذات مرة زرت رئيس بلدية فرعية، ولم يكن لدي من هدف سوى السلام عليه، لقد كان منقبضاً، جافاً، وعبوساً.. ولم ألمح عليه علامات البشر ولا امارات السرور، وما نعرفه من الاساليب \”الحلوة\” عندما يقصد شخص شخصاً آخر للسلام عليه \”فقط\”.. وبقيت عاجزاً عن فهم تلك الحدّة في استقبال الآخر، والاصرار على عدم الرغبة في بناء جسور الود مع الذين ليس لهم معاملات، فما بالك بمن كانت لديه معاملة، بل ومعاملة معقدة!!
** حينها قلت له: ان رئيس البلدية في البلدان الغربية، يسمونه عمدة المدينة، وان مهام رئيس البلدية ليس فقط تخطيط الشوارع، واعطاء التراخيص، وأداء اعمال النظافة، ولكنه يتعدى ذلك، بل ويسبقه الى التماهي العميق مع اهل الحي، ومعرفة ظروف الحي الصحية والتعليمية والبيئية والفكرية، وبناء تنمية شاملة في الحي، تقوم على الاحصائيات والارقام، انطلاقاً من معطيات ودراسات ميدانية دقيقة، حتى إن رئيس البلدية يظل مرجعاً للحي الذي يتبعه، بحيث يعرف منه الآخرون كل صغيرة وكبيرة فيه، ويقتضي كل ذلك ان تكون لديه كرايزما خاصة تجعله اسير قلوب اهل الحي، وقريباً من همومهم، ومنطلقاً رحباً لتطلعاتهم.
** وخلال حديثي مع الرجل كان ينظر لي وكأنني اتحدث عن مبادئ في الانثربولوجيا، أو اتكلم بلغة هيروغليفية ليس لها وجود – بالطبع – في عالم اليوم.. لحظتها ادركت لماذا تصاب بعض مدننا بالكوارث من أقل التغيرات المناخية، ولماذا نظل نحن السكان نصرخ من الحفريات، والمياه الجوفية، وسوء النظافة، وبقية العور الذي يحيق بالاعمال البلدية، فيما أمم الارض من حولنا، وحتى الدولة الخليجية المحيطة بنا قد قفزت الى العلالي، بينما نحن بين \”محلك سر\” أو الى \”الخلف در\”!!
** يا أيها الاخوة في امانة جدة وغيرها، لا نريد منكم نحن المواطنين ان تنفذوا اقتراحي الذي بدأت به هذه السطور، فقط نريد ان تفتحوا لنا قلوبكم، وان يكون معظم وقت عملكم في الشارع، وفي يد احدكم بوكاً من الورق وقلماً، تسجلون فيه الملاحظات، وتقومون بتحويلها الى عمل حقيقي على الارض، ومن غير اللائق ان تكون أنت وأنا نسكن في هذا الحي او ذاك، ثم تمر السنوات الطوال، وهذا الرصيف مهشم، وذاك الشارع مكسر، والميدان الصغير مرتع للمخلفات، والحدائق – على قلتها – مهملة.. فضلاً عن ان الابداع في العمل هو \”صفر على الشمال\” فأين الملاعب المزروعة في الاحياء لاطفالنا، واين الحدائق التي يتم افتتاحها كل عدة اشهر، اين المجسمات الجمالية اين اللقاءات حتى كل ثلاثة اشهر مع اهالي الحي.. فلماذا هذا الغياب عن الحي الابداعي، هل هو كسل، أم جهل بالعمل، ام انه مثلاً عدم رغبة في تقديم الاعمال الابداعية، ام انه النظام الذي يأتي برئيس بلدية فرعية بقرار وينقله بقرار بعيداً عن رغبة ومشاركة اهل الحي وكذلك فهو لا يقيم له وزناً؟
التصنيف: