علي محمد الحسون

** قال لي محدثي \”بخبث\” وهو يقرأ موضوعا عن المشكلة التي يعتبرها بانها اصبحت \”قضية\” القضايا وهي غلاء المهور.. قال وهو يلعب بمسبحته \”البراقة\” هؤلاء أولياء الأمور الذين يتغالون في مهور بناتهم أليس عملهم هذا من باب \”التجارة\” قلت قد يكون هذا..؟ قال أذن نستطيع أن نعتبر هؤلاء هم رجال تجارة ونحن نعرف أن الرجل التاجر يعرف كيفية تسويق بضاعته.. ولهذا وبكل تأكيد يأخذ في اعتباره كل الظروف التي تحيط بالسوق وتجعله في حالة \”صحو\” تام.. لما يجري حوله.
قلت : ماذا تريد أن تقول؟
قال : دعني أكمل.. فطالما نحن اتفقنا على أن هؤلاء.. يتعاملون في بناتهم على طريقة التجارة.. في الممتلكات لماذا لا نتعامل نحن معهم على هذا الأساس ووفق هذا المفهوم قلت كيف؟
قال : أنت تعلم أن في عالم الاقتصاد والتجارة شيء أساسي اسمه العرض والطلب قلت وأنا اتماسك من غيظي منه ماذا تريد أن تقول؟
نظر اليّ مليا وهو يترحم على ذكائي الذي كان مخدوعا به. الم تفهم ما قصدت حتى الآن..؟
قلت لا شيء طبعا..
قال إن على أن اكمل.. اسمع يا عزيزي إن عالم التجارة كما قلت يخضع لعامل العرض والطلب وهؤلاء المغالون في المهور هم تجار.. وعلى هذا الوضع لابد من اغراق السوق بالبضاعة، وذلك عن طريق السماح للزواج من الخارج.. وعندها سوف يشعر هؤلاء التجار.. ان ما يحاولون ان يتاجروا فيه قد صرف النظر عنه وعندها سوف يتواضعون في ما يطلبونه من \”اثمان\” لبناتهم.
صمت محدثي وهو ينظر اليّ وابتسامه انتصار عريضة تفرش \”سحنته\” ثم قال فهمت؟ فقلت له وأنا أكثر دهشة من هذه الأفكار التي انسابت على لسانه.
أنت \”خبيث\” يا عزيزي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *