ذواتنا بين الواجب والإلزام 2-3

• خالد تاج سلامة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]

إن الاحترام ليس مضافاً إلى الشعور الذاتي بالإلزام الأخلاقي بل هو صميم الواجب بوصفه ناشئاً عن يقين من الإرادة الذاتية بالأفعال الصادرة من صاحبها لأن ذلك منشئة الطبيعية العقلية المؤمنة بالعمل الصحيح والصادر من احترام لإرادة الغير وما يقومون به من أفعال كريمة ومقبولة لدى الجميع فالإلزام الأخلاقي هنا مصدر هذا الشعور بالاحترام.
وليس من شك في أنه لكي يحترم الانسان غيره فإنه لابد بأن يكون على علم مبردودات هذه الأفعال في حينها أو مستقبلاً وأعني أنه لابد أن يكون له تصوراً عقلياً بما يكون فهو بذلك وحده الناطق بتعقل عما تنتج أفعاله تجاه الأخرين.. فليس يكفي ان تكون أخلاقيين وان تتفق نتائج أفعالنا مع ما يقتضيه الواجب بل يجب أن تكون أفعالنا صادرة من تقدير عقلي ملتزم بالمبادئ الاجتماعية وبالواجب الإنساني تجاه الآخرين ومعنى ذلك أن تكون بواطن النيات سليمة بالطريقة التي نريد ان نحقق بأفعالنا من خلالها أفضل النتائج. فأنت حين تقول الصدق تشعر أنه على كل منا أن يلتزم به وأن يجعله نبراساً صادقاً فيما تقول أن تتحدث به في المجالس العامة أو الخاصة لأن طبيعة العقل هنا لا تتناقض مع نفسيتك لأن الصدق واجب مفروض علينا ومبدأ أخلاقي تلزمك به طبيعة عقليتك.
بيد أن هناك آخرين يتصرفون على غرار ما قد تتصوره في أن تتصف أفعالهم بأي طابع أخلاقي قد يقولون الصدق في أحاديثهم اشباعاً لرغبة أو إظهاراً لمظهر زائف زائل أو طمعاً في مصلحة أو تقرب لشخصية أو جلباً لمنفعة قد تكون وقتية وقد لا تكون وفي كل هذه الحالات يتصورون أن الصدق لا يعد فعلاً أخلاقياً أنهم بذلك يخطئون وفي أفعالهم نادمون وغداً سيرون أي منقلب ينقلبون.
فمن واجبك كفرد أن تقول الحق فأنت بذلك تتحدث بالصدق احتراماً للواجب فعندئذ يكون فعلك فعلاً أخلاقياً بمعنى الكلمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *