محمد إبراهيم الحربي

يوما بعد يوم يزداد إعجابي بقطر شعباً وحكومة وبلدا.. فقطر التي كانت إلى ما قبل خمسة عشر عاماً دولة شبه منغلقة على نفسها ولم تكن بها من وسائل الرقي والتحديث ما يذكر. وما إن استلم الأمير الحالي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زمام الأمور في هذا البلد, والذي جاء بقيادات شابة طموحة حولت قطر إلى ورشة عمل لا تهدأ وتحول الإنسان القطري من إنسان مكبل بالعادات والتقاليد إلى إنسان آخر يطمح إلى تحطيم المستحيل.. وألغى الإنسان القطري الجديد مسافات الزمن وطوى كل معوقات التنمية بل مسحها من خارطة تفكيره إلى أن أصبح صاحب أعلى دخل في العالم..واصبحت البلد درة تشد إليها الرحال.
وحين فكر الإنسان القطري باستضافة أولمبياد آسيا كنت أحد المشفقين على الإدارة القطرية من هذا الطموح ,وحين تمت الاستضافة وكان حفل الافتتاح المذهل أيقنت أن هناك أهدافاً رسمت وتم التخطيط لها بعقول مؤمنة بما تريد عمله وأنه لاشيء مستحيل مع توفر الإرادة, وكانت من أنجح الدورات.
وحين فكر القطريون في استضافة كأس العالم لم أندهش كما أندهش الكثير من الناس لأنني أيقنت أن الإنسان القطري أنطلق من عقال الخوف والتردد والمحاذير ومن عقدة الخصوصية التي أضرت بالمجتمعات الخليجية فتصالح المجتمع القطري مع نفسه أولاً ثم أطلق لطموحه العنان ولم يأبه بما يقال له عن حجم الدولة مساحة وبشراً طالما أن هناك قيادة واعية تدعم هذا الطموح على أعلى المستويات فلما لا؟!
وفعلاً بدأ التخطيط العملي والعلمي المدروس دون ضجيج تصريحات فقد كانت قطر خلية نحل, وحاولوا الاستفادة من كافة العناصر المساعدة ابتداءً من الاستعانة بعدد من نجوم العالم والى تجهيز الملاعب المكيفة لاستضافة هذا الحدث, وأعدوا عد تهم بمهارة فائقة جعلت هذه الدولة الصغيرة حجماً والكبيرة فعلاً تقارع أعظم دول العالم مكانة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإمكانات خيالية بل وتتفوق عليها وتحرز نصراً كبيراً بحصولها على حق استضافة كأس العالم في العام 2022م، وبفارق كبير من الأصوات, فلتهنأ قطر,وشكرا لكم أيها القطريون..انكم مدهشون.

مستشار مالي وإداري

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *