[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

في هذه السطور سوف أقدم حكايتين \”تموت من الضحك\” وكلها \”طازه\” من حارتنا في شرق جدة .. الحكاية الأولى أن طريق الخدمة الموازي للطريق السريع شرق جامعة الملك عبدالعزيز , وأمام قصر أفراح السلطان , ظل مغمورا بالمياه لحوالي عامين , حتى تلف الإسفلت تماما , و\”تكسرت\” السيارات فوقه , وتعذب الناس العابرون له , وكتبت عنه الصحف , وضج السكان بالشكاوى عنه ومنه , ومعاملة \”تروح ومعاملة تجيء\” ولا احد يعرف مصدر هذه المياه .. هل هي تنبع من الأرض , أم أنها مياه بيارات , أو قد تكون قادمة من المريخ؟.
المهم بعد جهد جهيد تم اكتشاف أن هناك ماسورة مياه مخرومة تحت الأرض – كما قال لي احد السكان المجاورين – بسبب خطأ جسيم من شركة أخرى , إحدى شركات \”احفر وادفن\” وتم والحمد لله معرفة الداء , وبدأ العلاج , وتنفس الناس الصعداء , وتم سفلتة معظم الشارع ولسان حال العابرين يقول \”ما احنا مصدقين\” .
أما الحكاية الثانية فهي في مكان غير بعيد عن الأول , في شمالي حي المساعد بقويزة , حيث تغمر المياه الآن الشوارع , وتطوق أكثر من ستين عمارة , بما فيها مدارس للبنين والبنات , والناس يدخلون ويخرجون من بيوتهم \”متلثمين\” ومشمرين ثيابهم , وقد بدأت الحكاية قبل أكثر من عام ولازالت , وقد تمتد عاما آخر مثل أختها الحكاية الأولى , ولا زالت المعاملات في رحلات مكوكية بيروقراطية بين عدة جهات رسمية , فيما يتنفس السكان حاليا الروائح الكريهة , وتحيط بهم أسراب الذباب والبعوض , حتى يتم الاكتشاف الرهيب للسبب وراء هذه المشكلة , ولسان حال الأهالي يقول : \”ياليل – ما أطولك\”.
أكاد ابصم بالعشرة .. أن مثل هذه الحكايات الظريفة , لا تحدث إطلاقا في بلدان العالم الأول ولا الثاني , ولكنها مزدهرة في العالم الثالث , ربما كواحدة من مفردات حياتنا وثقافتنا \”الإدارية\” والتي تبعث على الحسرة والعجب معا , من خبراتنا الطويلة وشهاداتنا الكبيرة ومن حجم \”ما يجعجع به\” عدد منا من تحقيقه لـ \”شهادات الجودة في الأداء\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *