[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]انس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

هذر يومي تمطرنا به هذه الفضائيات الغير مسئولة إنها تنال من هداة النفس وروقت البال وتثير مشاعرنا التي لم تعد تحتمل هذه النماذج الدخيلة على الإعلام إما بطرحها الساذج أو بسطحيتها المغلفة بالإغراء والغنج المصطنع السخيف.
عدد من مقدمي ومقدمات البرامج التلفزيونية لم تعد الرصانة والثقافة واللباقة دافعهم ليكونوا مقدمي برامج حقيقيين معايير المهنة اختلفت أمام سطوة المُنتج الذي يبحث عن مكاسبه في سوق الإغراء واللعب على مشاعر الناس.
وإذا سلمنا بأن هذا الواقع المؤسف يمثل قاعدة ( شبه عامة ) فمن المؤكد أنه ثمة استثناء و لكل قاعدة شواذ كما يقال وها نحن وبعناء تام نبحث عبر النوافذ المتوارية عن هذا الشواذ الذي تتجلى ملامحه بالنسبة لي في ما يُقدم عبر قناتنا الفتية الثقافية السعودية من برامج منتقاة تخاطب العقل بالمنطق وتنمي الوعي فيه بل وتداعب الفكر بحوارات جادة وقضايا منوعة هامة واحسب أن الوجوه الألمعية التي تقدم هذا البعض من البرامج على درجة من الامتياز والقدرة .
الإعلامية مها السّراج باتت أنموذجا و علامة فارقة تلك المتألقة الموهوبة التي تطالعنا عبر برنامجها صباح الثقافية لتًعّد فقراته مع بقية زملائها باحترافية متناهية و لتحاور ضيوفها برشاقة جاذبة , متكئة على مخزون ثقافي زاخر بإمكانك أن تلمس أبعاده عبر أحاديثها مع الضيوف وهي بتلك الإنسيابية التي تجول حول المضمون لتكسر عزلته وتقدمه سائغا على مائدة المتلقي, وقد قرأت لها في إحدى اللقاءات التي أجريت معها عبر صفحات موقعها الذي ضمنته العديد من إبداعاها هذه الإجابة لتساؤل دقيق حول العملية التي يتم على أساسها طرح القضية ( أي قضية ) وعرض وجهتي النظر بشكل متساوي لتجيب قائلة (أهم قاعدة لا بد وأن يضعها المحاور في حسبانه هو عنصر المحايدة بحيث لابد من أن يكون هو المقدم للفكرة التي كان قد عالجها بطريقة تحقق له أهدافه التي يرغب في تحقيقها دون تحيز أو اجتهاد لنتائج والعنصر الآخر الذي لا بد من التعامل معه بحرص هو قدرة المحاور على دفع الضيوف لتقبل فكرة الاختلاف للوصول إلى نتيجة منطقية وليس الاختلاف المفتعل لجذب المشاهدين وهي الطريقة التي باتت مكشوفة للمشاهد . أما أهم عملية يتم على أساسها طرح القضية هو الإلمام التام بكل ما يخص هذه القضية المطروحة ومن جميع جوانبها).
هو ذات الجانب الذي ألمسه من خلال كتاباتها الصحفية عبر مقالها الأسبوعي في البلاد و الذي تطل عبر ضفافه في إطار محاكاة ثقافتنا المحلية تارة ولتعبُرَ بامتداد حسها الإبداعي وبفكرها الفلسفي العميق إلى الأطر الأخرى العربية والعالمية وهكذا لترتسم الصور الملتقطة في طرحها الثري جُملا إبداعية لا تُمل .
من أخر أحد إبداعاتها ديوان ضافي بعنوان (وترحل الصغيرة ) اخترت منه هذه القصيدة لأختم هذا اللمحة العابرة في حقها كمبدعة تطالعنا اليوم بهذا الحضور المعّبر عن المرأة السعودية القادرة على النجاح في شتى مجالات الحياة
قنديل وحكاية
ونفق بلا نهاية
بيت تعتّــق بتوالي الأرواح
وبوابة تغلق دون الزمان
وشجرة يرهقها الحديث كل صباح
حكايا الجدران تمتد
حتى النهاية
وما النهاية
بضع من وجوه
بالحلم تتسلى
تسكن الجدران
وبالحديث تتجلى
أين الحكاية
ترحل الصغيرة
تتذكر . كيف كانت في يوم
أميرة
عالمها لعبة أرجوحة
حكاية فستان وضفيرة
كبرت الصغيرة
ولم تعد تلك الأميرة
فالحياة لم تحتمل
أحلامها الكبيرة
سجينة الإحساس
بحثت عن نجم
للطريق يهديها
والقلوب حولها
قلب عشق النور فيها
وقلب في النار يلقيها
لم تعد تلك الأميرة
قدر رفعها حتى السحاب
وقدر يدعوها. للإنسحاب
وحكايتها تأبى النهاية
لم يبقى من البيت إلا
جدار ورائحة
وبقايا حكاية
سترحل الصغيرة
لم يعد الرحيل فكرة
ولم يعد للغد ذكرى
وبقايا الصور احترقت
ونجوم من الماضي أفلت
وحب كان يوما شامخا
كجبال اكتست رؤوسها بالنار
فاحترقت وكانت فأضحت
وترحل الصغيرة
للعالم المجهول
أتراها تعود يوما أميرة
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *