[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

الحج هذا النسك العظيم فضلاً عن كونه ركناً أساسياً من أركان الإسلام فهو عبادة ذات اثر بالغ في بناء الإنسان المسلم بما تشمله مناسك الحج من أعمال وواجبات وتكليفات وما يستتبعها من منافع متعددة روحية وجسدية واجتماعية واقتصادية وتجارية \”ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات\” إضافة إلى الارتقاء بسلوك الحاج نحو الكمال وبلوغ الهدف من إقامة هذه الشعيرة والركن العظيم كما قال رسول الخير والهدى عليه أفضل الصلاة وازكي التسليم \”من حج فلم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه \”.
فلم أر مثل الدين ادعى إلى الهدى ولا مثل حج البيت أهدى لجارموما ابتغي إلا المثوبـة مخلصـاً ودعوة رب البيت تحت المحارم (1)
وفي حج كل عام نشهد تلك الصورة الرائعة من أهل الخير وسباقهم الكبير لتقديم شتى أعمال الخير والبر لضيوف الرحمن من صدقات وسقيا ووجبات غذائية وهدايا .. الخ ، وهي صورة مشرفة لالتفاف الجميع مع القيادة المباركة لهذه البلاد وما تحشده سنوياً من إمكانيات وطاقات بشرية لإنجاح هذا الموسم العظيم وتقديم كل ما من شأنه راحة الحجيج وتقديم الصورة الحقيقية لتكامل المسلمين وتعاونهم ووحدتهم.
ولا خلاف على أن أوجه البر عديدة وأعمال الخير متنوعة ولا تكاد تنحصر في نوع واحد وهذا دليل على عظمة هذا الدين وسعة الشريعة السمحة ، وما الإشارة الحكيمة والدعوة الكريمة التي وجهها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قبل عدة أيام لرجال البر والإحسان في هذا البلد الخير المعطاء والمتمثلة في تحويل تبرعاتهم وصدقاتهم أو جزء منها المقدمة للحجاج في المشاعر المقدسة والتي تصل إلى مئات الملايين للمساهمة في تبني تحجيج عدد من حجاج الداخل غير القادرين على الوفاء بمتطلبات هذا الركن وضمن مؤسسات الطوافة الرسمية إلا نوع من أنواع البر والقربى إلى الله وبشكل اشمل واعم إذ يشمل هذا العمل الإسكان و التغذية والسقاية والإرشاد والتوجيه والحركة المنظمة وغير العشوائية ، ولاشك أن في اتساع دائرة مثل هذه الفكرة وتبنيها بشكل منظم ومدروس وتطبيقها عملياً إلى جانب تلك الحملة الشاملة التي أطلقها الأمير خالد الفيصل منذ عدة سنوات \”لا حج بدون تصريح\” سوف يساهم أيضاً في القضاء أو الحد من مشكلة الافتراش تلك الظاهرة المقلقة وغير الحضارية والتي لا تليق بالإنسان المسلم ولا تتماشى وتنسجم مع طبيعة سلوكه الحقيقي ومثله العليا والتزامه بأنظمة وقوانين البلد التي لا تستهدف سوى مصلحة الحاج وسلامته وأمنه وأداء نسكه بكل راحة وهدوء وطمأنينة وهي دعوة تستوجب الالتفاف حولها بقوة للمساهمة في تحقيق آمال هذه الأمة وتطلعاتها ليكون الحج فعلاً عبادة ومرآة لسلوك المسلم الحضاري ..وهذا علمي والسلام .
(1) من قصيدة للشاعر محمد الهراوي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *