مع المناع في بعض أيامه ولياليه!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

قرأت لأخي وصديقي الدكتور عبدالله مناع كتابه المعنون بـ \”بعض الأيام بعض الليالي\” تناول فيه أطراف من قصة حياته والدكتور مناع يشدك باسلوبه الراقي الممتع وقد أفرد مساحة لمذكراته في هذا الكتاب وقد أبحرت بين حروفه وأبوابه الثلاثة فالأول عن جدة الغالية والعريقة بين حياتها واحبائها وقد سرد مناع في هذه الاضمامة الشيقة الكثير الذي شكل مراحل طفولته وحياته التعليمية مع الوصف التفصيلي عن البشر والحياة بشموليتها في هذه المدينة التي تعج بنبض الحياة الذي ميزها بلون وطعم.
اما الباب الثاني فقد خصصه عن سنوات الابتعاث في مصر ما بين القاهرة والاسكندرية وهي بالطبع حياة كانت عامرة بالثقافة والتحصيل العلمي والتي أتت سطورها تحمل الكثير من المعاني لحياة الطلاب خاصة عندما يحملون معهم الوطن في قلوبهم.
الباب الثالث خصصه لأيام الصحافة والتي كان فيها أحد الفرسان المميزين والتي تنقل فيها بين الكثير من المؤسسات الصحفية وكان فيها مرموقا لكن يبدو أن (البلاد) كانت تمثل له جانبا مهما في حياته الصحفية وبالطبع أن هذه الرحلة فيها الكثير من الذكريات من لقاءات وتساؤلات شكلت عنصرا مهما للكاتب عبدالله مناع.
الكتاب جاء باسلوب ممتع فقد عرفت هذا الكاتب صريقا وفيا وإنسانا مرهفا جمعتنا الصحافة وروح المودة والكتاب أيضا حمل الكثير من الصور للعديد من الاصدقاء والشخصيات التي مرت في حياته وما زال مرتبطا بالبعض منها وهو كما يقول في هذا الكتاب أن سيرة الحياة الحادة والشائكة فيها مزيج من لحظات الضعف والقوة والانتصار والانكسار بمنعطفاتها مما يصعب الكشف عن تلك الأسرار العميقة والدفيئة في هذه الحياة أو تلك التطورات والتقلبات التي طرأت على مسار حياتهم إقداماً واحجاماً يميناً وشمالاً ويروي في هذا الكتاب أيضاً قصة حياته بينهم بأحزانها المتدفقة وافراحها المنتزعة ولكنها مع ذلك ولألف سبب ليست هي القصة الكاملة لحياته وأيامه.
إن د. مناع لديه الكثير مما يستطيع قوله بكل وضوح وصراحة وكان بودي لو أن هذا الكتاب صنع وأخرج على أكثر من جزء وفصلت السيرة الذاتية عن السياسة وعن الأمور الأخرى التي تداخلت مع بعضها البعض وعلى العموم فمن قرأ قصة الكتاب وجهد المؤلف ومن ساعده في اعداده من الأخوة لا يسعه إلا أن يبارك وان يشكر الجميع على جهودهم في هذا الكتاب ووضعه في متناول القارئ الجميل الذي لم يخلو من الرومانسية المعتادة حتى في عنوانه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *