[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى ما شرف به بلد الحرمين الشريفين من العناية الفائقة بأقدس المقدسات الإسلامية وخدمة الإسلام والمسلمين وضيوف الرحمن الذين يأتون من فج عميق ملبين مكبرين، وها هو موسم الحج قد بدأ باستعدادات كاملة وخطط متكاملة ليؤدي حجاج بيت الله الحرام مناسكهم بإذن الله تعالى في أجواء من الأمن والطمأنينة وأرقى الخدمات تيسيرا عليهم خلال أداء المناسك، وهي ولله الحمد رسالة تقوم بها المملكة خير قيام اعتزازا بما شرفها الله تعالى به، وخبرة عظيمة توارثها أبناء هذا البلد الطيب ممن تفانوا في خدمة ضيوف الرحمن جيلا بعد جيل وعبر قرون وهي الخبرة التي ينظر إليها العالم بالتقدير ويلتمس منها النموذج في إدارة الحشود البشرية بنجاح، وكيف لا والمملكة تمارس هذه المسؤولية التي تتفانى فيها بكل إخلاص على مدار العام تجاه الملايين، بينما تمثل أعداد بمئات الآلاف حالة طارئة واستثنائية لدى الدول الأخرى، وأكثر من ذلك يحظى الملايين من الحجاج والمعتمرين بالرعاية الشاملة والخدمات المتطورة ويسهر على ذلك رجال الدولة وعلى رأسهم ولاة أمرنا حفظهم الله، وبذل كل الإمكانات والتجهيزات والطاقات من أبناء هذا البلد العزيز لخدمة الحشود في الرحاب المقدسة ليؤدوا مناسكهم في أجواء إيمانية مصحوبين برعاية الله وتحفهم رحماته.
أما والذي حج المحبون بيته
ولبوا له عند المهل وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً
لعزة من تعنو الوجوه وتسلم
يهلون بالبطحاء لبيك ربنا
لك الحمد والملك الذي أنت تعلم
دعاهم فلبوه رضا ومحبة
فلما دعوه كان أقرب منهم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة
ولم تثنهم لذاتهم والتنعم
إن شواهد الخير لخدمة حجاج بيت الله الحرام عظيمة على أرض الواقع، ولا يزال الطموح كبيرا في القادم من المشروعات كبيرها وصغيرها تباعا بتوفيق الله وعونه ثم بتوجيهات القيادة الرشيدة، وها هي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مثلما هي المدينة المنورة على نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم تشهد المشروعات العملاقة والبشرى في حج هذا العام تشغيل قطار المشاعر بنسبة جيدة ستساعد في انجاح خطط النقل نظرا لقدرته على استيعاب ونقل الآلاف من خلال النظام الترددي والذي أثبت نجاحه مع حافلات النقل في خطط التصعيد والنفرة، وها هو قطار المشاعر وبتشغيل جزئي يؤكد ولله الحمد مدى ما تحظى به الرحال المقدسة من انجازات ومشاريع استراتيجية من أجل راحة ضيوف الرحمن، جنبا الى جنب مع جهود كافة الوزارات والجهات حيث كل الدولة واجهزتها من مدنين وعسكريين مجندة من أجل ذلك والرعاية الصحية وخططها أينما يتواجد ضيوف الرحمن.
إن مشاريع الخير التي أقامتها وتقيمها الحكومة الراشدة مع جهود المؤسسات الأهلية وفي مقدمتها مؤسسات أرباب الطوائف وجهود التوعية الإسلامية وتسخير التقنيات الحديثة لتنظيم وتوعية الحجاج، كل هذا ترجمة للمسؤوليات الكبيرة التي تأخذها المملكة على عاتقها بكل اعتزاز وافتخار وإخلاص حيث لا تدخر جهدا ولا مالا في جلب أحدث التقنيات في إدارة ورعاية وفود الحجاج من أجل راحتهم وسلامتهم، ومن الحج إلى الحج ومن مواسم العمرة الى مواسم العمرة تشهد الخطط والتجهيزات الجديدة من الامكانات والأساليب من أجل هذا الهدف العظيم وتطبيق الشعار المحبب لنا والذي هو عنوان رسالة بلد الحرمين (خدمة الحج شرف لنا).
ومن هنا تظل المملكة في حالة استنفار دائم للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم كاملا وهو ما يستوجب المزيد من الوعي من وفود الحجاج جماعات وفرادى للمساعدة على تنفيذ كل هذه الجهود الخيرة من أجل سلامتهم وراحتهم حتى يؤدوا مناسكهم في طمأنينة والعودة بإذن الله إلى أوطانهم سالمين غانمين بالحج المبرور والذنب المغفور، ونسأل الله التوفيق والسداد والنجاح.
حكمة: قال صلى الله عليه وسلم: \”العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة\”.
للتواصل 026930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *