[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

يكتب خطابه الموجه الى مديره المسؤول عنه فيبدأ بالتحيات ويستطرد في شرح تقديره وإعزازه له، ثم يعرج على بعث التحية والسؤال عن افراد الأسرة، ويشير الى اهتمامه بالعمل ومجال العمل ويذكر تفاصيل الواجبات التي يقوم بها ثم يشير الى الظروف التي يعانيها، بادئا الجملة بقوله الأثير \”للعلم والاحاطة\”.
وهو يفعل ذلك تستغرق التفاصيل صفحتين أو أكثر، وفي الجملة الأخيرة التي لم يعد لها متسع قال طلبه بأقل كلمات ممكنة، ثم انطلق في صفحة ثالثة يفسر اسباب هذا الطلب ومبرراته ويشكر مقدما موافقة مديره المتوقعة، ويفصل في الفضل الذي لن ينساه والعرفان الذي سيدين ابدا به.. وهكذا.
قيل له عددا من المرات أن المدير ليس لديه الوقت لقراءة كل هذه التفاصيل وان عليه ان يختصر. حاول واعاد الصياغة ولم ينجح في اكثر من جعل الصفحة صفحتين بخطين متزاحمين لا فراغ بينها. فصارت عادة السكرتير المسؤول عن ملف المذكرات والخطابات التي تحتاج الى توقيع، ان يختصر الاجابة بالرفض، ويوافق المدير فيوقع دون جهد في معرفة اساس الموضوع.
واستمر به الحال هكذا حتى زاد ضيق زوجته وافراد اسرته، ووقفوا له جميعا بقوة مطالبين ان يقابل المدير شخصيا ويشرح له ظروفه فربما عندما يسمعه يلين ويقبل ان يقدم له مساعدة ما تخفف عنهم الديون وتحل مشكلة مصاريف المدرسة.وهكذا كان، بعد تردد طال على سكرتير المدير، وإلحاح بلغ اللجاجة حدد له موعدا ونبهه انه سيحصل على خمس دقائق كاملة من وقت المدير الثمين وعليه ألاَّ يهدره. فلما حل الموعد المرتقب وقابله بدأ باللجلجة ثم خوفا من الوقت بدأ في وصلة من المديح كتقدمة لطرح الموضوع وانتهت الخمس دقائق وهو بعد لم يسأل عن اولاد المدير.
الزمان صار له وقع آخر:
كثير من الطلاب والطالبات يقعون في مشكلة مشابهة على نحو أو آخر فهم قلما يتمكنون من الرد مباشرة على اسئلة قد يكون منها احيانا اسئلة الامتحان، بطريقة مباشرة وباتجاه صلب الموضوع، بل يدورون حوله ويستطردون بما قد يؤدي الى اخطاء أخرى لم يكن لها ضرورة.ويحرص بعضهم أن يفعل ذلك شفاهة او كتابة، لهذا يواجه العاملين في الاعلام المرئي معهم صعوبة كبيرة، واذا كانوا في يدرسون الإعلام، واجهوا المشكلة بأنفسهم. فالوقت في الفضائيات وكل اشكال التلفزيون المعروف محسوب بالثواني، ومالم يمكن قول خلاصة في أقل من ثلاث دقائق يفقد الموضوع أهميته. لهذا السبب نرى المحللين الاذكياء والمذيعين لا ينطلقون في تفاصيل لا أهمية لها بل يدخلون في موضوعاتهم مباشرة، لأنهم يعرفون أن عليهم ان يكسبوا تعاطف او اهتمام المشاهد في أقل وقت ممكن والا فأن في يده جهاز التحكم عن بعد ويمكن له ان يتحول من القناة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *