المعلم من تقبيل اليد للتوقيف

• خالد محمد الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

* آخر ما نشرته الصحف اقتحام ولي امر طالب في مكة المكرمة الاسبوع الماضي لمدرسة وقيامه \”بضرب وكيلها\” ارضاءً لابنه الذي شكا اليه ضرب الوكيل له.. لقد ودعت العمل التربوي التعليمي قبل ست سنوات وبعد أن عملنا فيه 32 عاما ولم اشهد ولله الحمد في المدارس التي عملت بها اي حالة من هذه الحالات وان سمعت عن بعضها في مدارس اخرى خاصة في العشر سنوات الاخيرة والتي شهدت دخول الآباء والاقارب الى المدارس \”لتأديب\” المعلم أو المدير او الوكيل وقد ساهم الاعلام وتحديدا بعض الصحف المحلية وتحديدا صحيفة في الغربية لها انتشارها في تشجيع وتأجيج القضية بنشرها لحالات قليلة لا تذكر من معاقبة معلم او اداري لطالب وإظهار آثار \”العقاب\” على صفحات الجريدة وهو الامر الذي شجع أولياء الامور على الدخول للمدارس وسرعة مراجعة اقسام الشرطة لطلب \”سحب\” المعلم لكن الذي أذكى هذا الامر تلك الفترة الوزارة نفسها والتي جعلت منه قضية وهو حالات لا تذكر أبداً وليست ظاهرة.
ومع تقديري لكل الآراء التي تقول ان الواجب عدم قيام المعلم بعقاب الطالب عقاباً بدنياً ونحن معهم في ذلك ولا نؤيد قيام المعلم بالعقاب البدني ونعرف ان هناك العديد من الوسائل العقابية بما في ذلك \”اللائحة السلوكية\” إلا أنني لا اقبل ان يصل الامر لدخول أولياء الامور وانتظار المعلم امام بوابة المدرسة وهم يحملون طلب الشرطة او يرافقهم رجل الامن للقبض على المعلم امام طلابه وعلى مرأى من زملائه.. لقد سررت وأنا اقرأ ما تحدث به مدير التربية والتعليم في العاصمة المقدسة الاستاذ بكر بصفر في الصحف بعد زيارته للمدرسة التي \”ضُرب\” وكيلها في مكة وهو يرفض الاسلوب ويعد اسرة المدرسة بالدفاع عنهم واخذ حقوقهم وزميلهم واعرف ان اكثر هذه الحالات تنتهي بالضغط على المعلم من بعض زملائه واقاربه واصدقائه للتنازل وانهاء الامر مع ولي الامر وان كنت لا اؤيد هذا \”الصُلح\” لان الاب أو العم أو القريب عندما دخل المدرسة وامتدت يده للمعلم واعتدى عليه في ادارته التربوية وخرج والدماء تنزف منه وثيابه ممزقة أمام طلابه وزملائه كان يعرف حينها أنه أقدم على عمل كبير ومرفوض وكان يعلم وقتها فضل هذا المعلم على ابنه ورعايته له وكان يعلم أنه لو عرف بوجود \”قانون\” يُجرم هذا التصرف لفكر الف مرة قبل أن يدخل ويقتحم المدرسة ويبحث عن المعلم ويتجرأ بضربه.. إنني اخشى لو تركنا الامر دون عقوبة ودون قانون ينظم هذه العملية عن طريق الادارة التعليمية أن يتشجع هؤلاء وغيرهم في إلحاق الأذى بمعلم وثانٍ وثالث بشكل شبه دائم حتى لو كان الامر رفع صوت المعلم على طالبه أو نهره وأخشى أن تتحول الوسيلة للقتل بدلاً من الضرب لأن ترك التصرف دون تنظيم وظروف دخول ولي الامر للمدرسة لا يمكن تحديد نتائجها.. وبدلاً من تقبيل رأس ويد المعلم في السابق اصبح مصير المعلم الضرب والركل والشتم ثم التوقيف والاعتذار للطالب و\”قم للمعلم\” أين وصل بك الحال يا باني العقول؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *