أطفالنا من يرعاهم ثقافيا ؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالعزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

من أصعب المهمات وأدقها عند البشرية تربية الطفل لأن هذه النواة إن لم يكن غرسها ونبتها جيداً أتت بأكل دامس وأصبح نهارها كليلها ظلمات فى ظلمات وانعكس هذا المفرد سلبا ليعم المجتمع وهنا يقال هذا مجتمع متخلف أو جاهل أو من العالم الثالث وما شابه ذلك ولا نعيب بهذا المجتمعات العربية وحدها بل هناك من الدول التى اعتبرت نفسها متقدمة تعاني هذا الزلل فى طبقاتها وان كان هذا لا يعنينا بقدر تلمسنا المعوقات التى دسها الأعداء فى صفوف هذه الأمم لأغراض منها البقاء على ماهم عليه ليصول ويجول السارق فى ساحاتها كيف يشاء بعلمنا ودرايتنا وقهرا منا لكن الذى غاب ولا يزال يغيب عن ضمائرنا المستترة بستار الخوف على الكرسي تحت ستار الوطن أن الأجيال القادمة لن ترحمنا إذا اخبرها التاريخ تقاعسنا عنها منذ التأسيس.
هناك ثقافة فرضناها على أطفالنا إما جهلا وإما حبا للتطور فماكان من الجهل يعود إلى الجهل جملة وتفصيلا لكن هذا لا يعفى الطبقة المدركة شأنها شأن الأخطاء التى ترتكب باسم التطور لتعوم فى أفكار أطفالنا بداية من المناهج العلمية والثقافية المخصصة للطفل مروراً بالأسرة والمجتمع والمدرسة إلى البرامج الإعلامية التى دس فيها الكثير من التجاوزات وعند التدقيق فيها يرميك الرقيب على الحالة المالية التى ينشأ عليها الجهاز الثقافي فى أية منشأة إعلامية تسير تحت هذه الأضواء وهذا الجانب يعيدك إلى الرقيب مرة اخرى وهذا هو السبب الرئيس فى تخلف ثقافة الطفل العربي مع أننا لا نستطيع أن نحمل أية منشأة إعلامية عربية كامل الخطأ بل هناك العالم والكاتب والأديب المتخصص فى عالم الطفل الندرة فيهم لا يزال يعانى منها العرب قاطبة وفى هذا الخط كان لي حوار موسع مع من أراد الاهتمام فى هذه الحقول وأول سؤال بدر على خاطري عندما أردت طرح المسألة برمتها على هذا المحفل الصغير . هل سبب الإحجام وقلة الإنتاج وضحالة الفكر المتخصص أدى ذلك إلى السير فى نفس المكان.
حقيقة الأمر أن القصور العربي فى الفكر الطفولى لا يرتكز على بند واحد بل فى جميع البنود لذا وجدنا التوجه الكامل جاء من الاقتباس مع التعديل الطفيف إن وجد واحتار الطفل العربي بين هذه المآخذ حتى تمكنت منه الازدواجية بل والانتحال العفوي ليقول مالا يعلم ويعمل مالا يريد والمرجع لديه ثقافة الطفل التى غزتنا بلا عقاب ولا حساب ومع هذا التخلف البائن نجد من يدافع عن الرقابة الحصيفة التى مسكت وتمسك هذا المرور بوعي ودراية وأركز نحو هذا القول بأني لا اعنى جهة بعينها وأيضا لا أعمم المسألة ولكن اترك المقارنة للمتخصص فى بيانه الدقيق لماذا اصغر دولة من دول التحضر تنعم بمستقبل مشرق ونحن صنفنا فى الأبواب الثلاثة ويكفينا البحث فى هذه الزاوية حتى لا يضيع الهدف فى الجدل لأن هناك من وهب نفسه لتضليل الحقائق المهم يجادل فيما يعلم و فيمالا يعلم لندخل إلى عصب الموضوع الذى لايزال مشرئب الأحوال ودائرة الاتهام الأساسية تنصب على الحكومات العربية لأنها لم تؤسس المؤسسات العلمية والثقافية والتربوية والاجتماعية الخاصة بالطفل وتركت القطاع الخاص يقوم بهذا الشأن للتجارة لا اقل ولا أكثر يعنى أفكار أطفالنا ومصائرهم أصبحت سلعا تباع وتشترى .
ومن منطوق تكاثر العدد وقلة الفائدة أصبح الطفل قنبلة موقوتة إذا انفجرت إما بان لهيبها واحترق من حولها أو بان تفاعلها الناجح واستفاد منها البعيد قبل القريب لذا علينا كمجتمعات عربية الجميع فينا مسئول على جواب الطفل قبل الانفجار ولا يكفى الجواب الناقص كتقديم المسكن والمأكل والملبس والرعاية الصحية بل الأهم فى الجواب بأن تكون قد جهزت له الغذاء الروحي والثقافي والفكري ليبحر بنجاح تكامل الإنسانية بعد البلوغ فى هذا العالم المليء بالمفاجآت التى أباحت لغة الغاب مع تطوره الثقافي اللامحدود والفدية أمام هذا البحر الهائج تلك المجتمعات التى تخلفت فى تربية أطفالها ثقافيا وعلميا وفكريا وإذا اختل هذا السلاح أصبح الوطن بكامله عرضة للضياع لا يعيبنا إن ضربنا مرارا على هذا الوتر بقدر مايؤلمنا أن يبقى قدرنا ماض فى التخلف إلى ابعد الحدود وخذ مثالا بارزا على هذه الفضيحة فى مسألة التفاوض بين الفلسطينيين والصهاينة ما مضى منها وماهو آت ولو رجعنا إلى الأصول لوجدنا أن سبب قيام هذا الخلل هواهمال العصب العربي المتمحور فى أطفالها قبل شبابها .
كنا فى السابق نخشى المستعمر وخاصة ذاك الجاثم على صدورنا واليوم مع هذا التحرر الفكري النسبي لدى البعض ألا يعطينا هذا شرارة البدء أو على الأقل مواصلة المشوار التقليدي وان كان التقليد لايفيد لكننا نريد ياقوم التحرك من الجمود الذى سيطر علينا وجعلنا بعد أن كنا خير امة أخرجت للناس أصبحنا جبناء لا نستطيع مجابهة الصهاينة الذين طغوا وبغوا علينا وسرقوا أرضنا وأموالنا واستباحوا أعراضنا إنها والله كارثة أن نبقى هكذا والله جلت قدرته هيأ لنا الأسباب التى من أهمها الاعتناء بأطفالنا وتجنيبهم جميع التيارات المنحرفة وتأهيلهم بعد ذلك التأهيل العام لتنهض الأوطان على أكتاف وسواعد قوية عندها تهابنا إسرائيل ومن وراء إسرائيل وليسوا هم شعب الله المختار كما يدعون بل نحن خلفاء الله فى أرضه شاءوا أم أبوا.

المدينة المنورة : ص.ب 2949
Madenah-monawara.com

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *