[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

عاتبني بعض القراء لأني لم أكتب دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن تطاول شخص – لاأريد ذكر اسمه فهو نكرة لاقيمة له – بكلام مسيء له وليس لها.. وردي عليهم أن (أمي فوق الشبهات) ومن أنا لأدافع عنها وقد برأها الله من فوق سبع سماوات بكلمات تتلى إلى يوم القيامة في كتابه الكريم الذي تعهد بحفظه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.. فهل يجرؤ أحد أن يقول غير ما قاله رب العالمين إلا ضال أو فاقد للعقل والإيمان فهذا محض إفتراء وإفك كما سماه الله في سورة النور إذ قال: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرىءٍ منهم ماأكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم).. فالإفك ليس الكذب فقط بل قول ماهو غير صحيح ولايمكن أن يكون لافي الماضي أو الحاضر ولا حتى في المستقبل ولايقبل العقل حدوثه مثل إن تقول إن اللبن أسود وليس أبيض فهل يمكن أن يتحقق هذ ؟! وقد وجهنا الله إلى التصرف الصحيح في هذه الحالة بقوله: (لولا إذ سمعمتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين).. وليس من تعقيب على كلام الأفاك الجديد إلا قول القوي القدير سبحانه : (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) أما من نقلوا الكلام فالخطاب لهم في قوله: (ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم) وتحذير عام: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين، ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم).
أمنا عائشة رضي الله عنها هي إبنة أبو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم بشهادة القرآن الذي لم يذكر غيره كصاحب في حياته.. وقد زوجها الله خاتم الأنبياء وسيد البشر بعد أن رآها في المنام – ورؤيا الأنبياء حق – ورآى صورتها في قطيفة وأخبره جبريل عليه السلام أنها ستكون زوجته في الدنيا والآخرة.. فهل يختار الله لحبيبه زوجة غير صالحة كما قال عمربن الخطاب له حين سأله عن رأيه في موضوع عائشة فكان جوابه: وهل يدلس الله على رسوله.. حاشا له جل وعلا.
وروايتها لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد صدقها وإلا فكيف نأخذ ديننا عنها. وحين سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه رسولنا : من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة.
وقد أستأذن زوجاته حين مرض أن يكون في بيتها، وقد مات في حضنها كما قالت: « ُقبض رسول الله بين سحري ونحري «.. فلماذا كان هذا ختام حياته وليس في الجهاد أو في صلاته ؟ لأن الله يعلم مدى حبه لها وربما كانت الرسالة لنا لنعلم قدرها عنده ونوقرها ونحسن ذكرها من بعده.. والحديث عن سيرتها العطرة لاتكفيه سطور في مقالة بل يحتاج إلى كتب بل مجلدات، ولكن أتمنى أن كل مسلم يشتري كتاب عن عائشة رضي الله عنها ويقرأه لنفسه ولأهله ويهدي غيره خصوصاً الأخوة الشيعة الذين أضرهم قول ذلك الآفاك واستنكره كثيرمنهم. ولا أجد ما أختم به الكلام أفضل من الصلاة والسلام على خير الآنام وأشهد أني أحبك وأحب حبيبتك أمي عائشة وأسأل الله أن يكرمني بلقائكما في الجنة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *