[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

القوة التي تدفع الإنسان إلى التفكير في الشر والإقدام عليه تزينه له وترغبه فيه هي التي يعنيها القرآن الكريم في قول الله \”ان النفس لأمارة بالسوء\” فقد تغلبت على عامل الفندق في مكة المكرمة. البلد الحرام شهوة المعصية وأقدم على الاعتداء على الفتاة القاصر. ولم يدرك بشاعة فعله الذي أقدم عليه ..والضمائر كلها تستنكر فعل هذا العامل وتستهجنه وربما كان زميله الذي قيل إنه معه . فقد تجرد من الأخلاق والضمير والوجدان. وهذان العاملان لاشك أنهما يؤمنان بقبح الجناية .. ومع ذلك سولت لهما نفسهما الامارة بالسوء. أن يخونا فيما أؤتمنا عليه وفي البلد الحرام .. ولم يؤنبهما ضميرهما.. ويصور لهما قبح الخيانة وسوء عاقبتها – فهؤلاء الاثنان – لم يرحما صرخات الفتاة التي كانت بين يديهما. فالاثنان ينطبق عليهما القول .. من لا يرحم الناس لايرحمه الله .. ومن لايغفر لايُغفر له.
لاشك أن الاعتداء على الفتاة الصغيرة أقلق المواطنين في المملكة العربية السعودية. وعلى رأسهم الذين يهمهم أمر هذه البلاد المقدسة.. أنني لست مبالغاً أن قلت لكم إن تلك الجريمة التي ارتكبها المجرمان في هذا البلد المقدس أنما هي سويت من مجرمين يستحقان كل حكم شرعي لمثل هذه الفعلة. أن هذه الجريمة اقلقت المواطنين في هذا البلد . والمعتمرين وطالبو بإبراء هذا البلد من هذا الداء الوبيل .. لقد رأى الجميع وسمعو بأذانهم كيف كانت حالة الناس عند وقوع الحادثة ولاشك أن المسؤولين في هذا البلد والمواطنين يرون أن هذه الفعلة قبيحة أنها فعلة مقيمين غير نظاميين سمحت ضمائر من وافقوا على العمل معهم بتشغيلهم ونسوا ماسوف يلحق بالبلاد من جراء تشغيل المتخلفين.. وربما يكون لهم عذر.. ونحن بلوم . فالحمد لله لدينا قضاء شرعي فالقضاة لدينا قضاة نفوس بشرية أودع الله مصيرها في كلمة تخرج من أفواههم . منهم لسان الله وصوت القدر فسوف يقضون بين هذه الفتاة وبين مرتكبي الجريمة أقضوا أيها القضاة بين ضعف الفتاة وبين المجرميّن . فأنتم أقوى وأنت اقدر .. نعم أن قصاص القضاء العادل سيعيد الى البلاد حظاً وافراً من السكينة يمكنها أن تسير في طريق التقدم والارتقاء فإذا ما سرنا بحكمة وأصالة سنحقق الأمن الذي نعيشه في الحاضر والماضي والمستقبل .. فالحكمة تقتضي بالقضاء على هذا المرض الذي وأن كان محصوراً فالمطلوب استئصال هذه الجرثومة الفاسدة بأشد ما أوصي به ديننا الحنيف فليس في ذلك من قسوة إذ نحن في ظروف شديدة توجب ذلك. والحمد لله لقد وضعت السلطات يدها على من عاثوا في الأرض فساداً لقد عبثوا بنفوس شريرة غلت في صدورهم فأصمتهم عن صوت العقل وأعمتهم عن نور الحق فنحن الآن يا حضرات القضاة أمام خطر داهم أن لم نقف في سبيله سرنا إلى الهاوية.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *