ماذا أعددنا للمسنين ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]
قدرت إحصائيات سابقة لمنظمة الصحة العالمية أن أعداد المسنين الذين تجاوزوا (60) عاماً وصلوا عام 2000م إلى (600) مليون إنسان ومن المقدر أن تكون أعدادهم عام 2025م ملياراً ومائتي مليون فيما سيصل عددهم عام 2050م إلى أكثر من مليارين في مختلف دول العالم .
وإزاء هذه الأرقام المطردة لأعداد المسنين مقارنة بالواقع المرير الذي تعيشه هذه الفئة من تجاهل تام وتفشي الأمراض المتعددة بينهم ولعل على قائمتها مرض الزهايمر وأمراض الشيخوخة النفسية وغيرها ، ومع انعدام العيادات المتخصصة في طب الشيخوخة وقلة عدد المتخصصين من الأطباء في هذا المجال بل إنهم يعدون من النوادر ليس في بلادنا فحسب بل وفي دول العالم وهو ما يدق ناقوس الخطر تجاه هذه الشريحة المتزايدة وما يستدعي تضافر كافة الجهود ووضع الخطط الكفيلة بتقديم كافة أوجه الرعاية المميزة لهم والعمل على عقد المؤتمرات والندوات المتخصصة لمناقشة مشاكلهم ومعاناتهم والاستعداد المبكر لخدمة هذه الفئة لإبقائهم أصحاء ونشيطين ونافعين لا أن يكون مصيرهم التجاهل و الإهمال خاصة ان بعض أفراد هذه الشريحة وممن تجاوزت أعمارهم إلـ (60) عاماً يكونون في مرحلة التقاعد من العمل وهم في أوج عطائهم وخبراتهم وهو ما يتطلب إعداد برامج اجتماعية تراعي قدراتهم وتستفيد من حصيلة تجاربهم وخبراتهم لتتواصل مسيرة العطاء بين الأجيال.
إن زيارة واحدة لنزلاء دور العجزة والمسنين وبعض الأربطة الخيرية كفيلة بأن تعطي للصورة أبعادها الحقيقية لمدى المعاناة القاسية التي تجدها هذه الشريحة وهم يعيشون سطوة الأمراض المختلفة وألم الوحدة والملل ناهيك عما يعانيه اغلبهم من جحود كبير من ذويهم ومن تلك النظرة القاسية من المجتمع بأنهم فئة غير مرغوب في بقائها بينهم في وقت هم في اشد الحاجة إلى الراحة والتقدير والاحترام والاعتراف بسابق عطائهم وفضلهم كونهم هم الأساس في دورة الحياة التي وصفها الحق تبارك وتعالى بقوله ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة ) إضافة لما يمثلونه من كنز كبير من المعرفة والخبرة والتجارب وصدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) .
وللحق والإنصاف فهناك العديد من الجهود المبذولة من بعض الجهات لمعالجة هذه المشكلة كمركز الدراسات و الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية ومركز الأمير سلمان الاجتماعي وغيرها، ومع كل تلك الجهود المبذولة وأمام تلك الأرقام المتزايدة لأعداد المسنين إلا أن الدعوة لازالت قائمة لزيادة الاهتمام بهذه الشريحة الفاعلة في مجتمعنا ومنحهم حقوقهم الإنسانية كاملة في الرعاية و التقدير والاحترام لأننا أولاً وأخيراً بلد الإسلام ومنطلق الرسالة والرحمة لكافة البشر وهذا علمي والسلام .
التصنيف: