أمين جدة .. والعصا السحرية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
** \” أمين \” يرحل.. و\” أمين \” يأتي.. وتبقى مدينة جدة تجتر همومها ، وتلعق معاناتها من ناحية ، ومن الناحية الأخرى تظل تتلقف عدداً من المشروعات التي تتقدم بها خطوة إلى الإمام ، في سباق هائل مع الزمن ، لان جدة فعلا (جدة – غير) حيث سجلت وتسجل على الدوام نموا سكانيا متسارعا ، ربما يفوق كل برامج المخططين ، وكل أحلام الحالمين.
** ولا أظن كل أمين جديد ، يصل إلى سدة كرسي الأمانة، بحاجة إلى كل هذه الروشتات،التي يدلقها الكثيرون بين يدي كل أمين جديد، ظناً من أولئك الناصحين الطيبين انها ستنير الطريق أمامه، أو أنها ستكون برنامج عمله، او أنها هي الأولويات المهمة التي لا يسبقها، ولا يتأخر عنها شيء.
** جدة.. تحتاج إلى رؤية إستراتيجية علمية، أكثر من حاجتها إلى آراء انطباعية عفوية عاطفية.. وجدة – التي طحنتها سيول الثامن من ذي الحجة 1430هـ.. تحتاج – بداهة – إلى ان تنطلق من جديد، من واقع تداعيات تلك الكارثة المدوية، والتي كشفت المستور، وخلطت الأوراق، وصار من المتعين أن يتم الإفادة من \” درس \” الكارثة، كأفضل ما تكون الإفادة.
** ومعالي الأمين الجديد الدكتور \” هاني أبو رأس \”.. هو واحد من أهل البيت – اقصد بيت أمانة جدة – ولعل أول عمل قام به بعد تعيينه، هو جولته على حي قويزة وشارع جاك.. وهذه إشارة إلى ان الرجل يريد أن يبدأ عمله من – النقطة الصحيحة.
** مهمة الأمين الجديد شاقة وسهلة.. شاقة إذا بدأ من (المهم).. وسهلة إذا بدأ من (الأهم).. والمدن النابهة في كل العالم تنهض من تحت الرماد، ونحن هنا – لسنا اقل منهم.. لا في الأموال ولا في العقول، ولا في حب مدينتنا جدة.. نعم – لا ينقصنا شيء في أن نبدأ من تحت ركام – كارثة السيول.
** وبالمناسبة فقد لفت انتباهي تصريح رئيس المجلس البلدي بجدة لـ (الوطن) قبل أيام، فقد كان كلامه جميلا، ماعدا كلمة واحدة (الأمين – لا يملك عصاً سحرية).. وأنا أقول.. بل هو يملك العصا السحرية، كما امتلكها العُمد – أمناء المدن – في كبريات مدن العالم.
[email protected]
التصنيف: