هذا هو خادم الحرمين الشريفين
إبراهيم زقزوق
إذا جاز لنا ان نوجز وصف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة قلنا انه \”بنّاء\”، فلقد ملكت هواه نزعة البناء والتشييد وأولع بها أيما ولع، فوقف عليها فكره وجهده تارة يزاول ويمارس، وطورا يشرف ويرعى وحينا يحض ويدعو.. فلهذا كأننا عندما نكون مع من نحب، لا نرى بعيوننا وانما بقلوبنا فخادم الحرمين الشريفين وجه الى بناء عظيم في الأيام الماضية يرمي من ورائه سعيه الى هدف مقصود ذلك لأن له رسالة إصلاحية واضحة يبغي بها تجديد الحياة والعودة بالحق إلى نصابه وإمداده بما يعينه الى ملاحقة الزمان في سيره الحثيث .وعندما نقرأ هذه الرسالة الإصلاحية في إحالة عين زبيدة من وزارة المياه الى الهيئة العامة للأوقاف للأخذ بعين الاعتبار ان عين زبيدة وقف عام لسقيا أهل مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام.. هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز فاض في خاصة شأنه مع نفسه فاض في حديث مجلسه، فاض في معاملاته مع الناس بين قريب وبعيد، فاض فيما يجري به قلمه من مباحث ودراسات وخواطر واضعا أمام عينه حديث سيدنا محمد بن عبدالله رسول الله الذي قال فيه لعتاب بن أسيد انصرف على من وليتك يا عتاب. لقد وليتك على أهل الله وجيران بيته. فأراد حفظه الله بهذا الإجراء ان يمتثل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه النزعة الدينية قد وسعت حياته في مناحيها العقلية والاجتماعية بسمة الاعتدال، فهو معتدل أبدا في تقديراته واحكامه، معتدل أبدا في علاقاته ووشائجه لا يجمح في القسوة ولا يتراخى في الذين يحب حين يحب.. انه خرج يلتمس الطلاقة في الأفق الرحيب.. فإذا التمسنا الآن حرية الفكر ألفيناه منار الطريق.. لم تكن دعوته الى التجديد هذه هدما لمأثور القديم بل كانت امدادا للماضي بالحاضر ووصلا للقديم بالجديد وتزويدا للحياة بدم قوي نقي بعد معاناة كبيرة عاشها أهل مكة المكرمة من انقطاع المياه عنهم وحجاج بيت الله الحرام.
فلست أغلو في القول بأن معاناة أهل مكة مع الماء في الماضي كانت كبيرة رغم الجهد الذي بذلته الحكومة لتزويدهم بالماء النقي ومياه التحلية فالآن بعد هذا التوجيه الكريم سينال أهل مكة الوفير من الماء. فلقد عقد الإسلام صلة وثيقة بين المسلمين فجعلهم عشيرة واحدة يتضافر أفرادها في نيل الخير ودفع الشر، بل جعلهم جسما واحدا تتكافل أعضاؤه في ذلك وبهذا التكامل صار كل إنسان مسؤولا عن اخوانه المسلمين.. وليس في المجتمع فرد خالٍ من المسؤولية العامة إلا أن يكون غير سليم القوى الجسمية والعقلية.. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
ومن حق أبناء الوطن الواحد أن يعامل بعضهم بعضا كما يتعامل أفراد الأسرة فلقد قال الله تعالى \”ان أكرمكم عند الله أتقاكم\” فاللهم وفق خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه.. وان تحفظه من كل سوء باعتباره نظر نظرة إنسانية لأهل مكة الذين يطوفون حول البيت الحرام، حيث روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: \”إن لله عز وجل لوحا من ياقوتة حمراء ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة مائة وثمانون نظرة رحمة ومائة وثمانون نظرة عذاب وأن أول من ينظر الله تعالى إليه بالرحمة أهل حرمه فمن رآه قائما يصلي غفر له ومن رآه طائفا غفر له ومن رآه جالسا مستقبلا القبلة غفر له. فتقول الملائكة وهو أعلم بذلك ربنا لم يبق إلا النائمون فيقول تبارك وتعالى، والنائمون حول بيتي الحقوهم. وقال صلى الله عليه وسلم من استطاع ان يموت في أحد الحرمين فليمت فإني أول من يشفع له.. وكان يوم القيامة آمنا من عذاب الله تعالى لا حساب عليه ولا عذاب.
فاللهم أدم على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصحة والعافية الذي عرف الناس بفضائل مكة المكرمة، من حيث الأسلوب والأحاديث التي وردت في فضائل مكة، ومكانة اهلها.
فليسمع من يسمع ومن يقرأ هذه الرسالة ويمتنع عن اللغو في الكلام عن أهل مكة المكرمة ويسميهم بما سماهم ربهم ورسوله بأهل مكة وجيران بيته.
آخر الكلام:
أم القرى اليوم والغد
ويا زينة الماضي التليد
ترابك أندى من فتيت معطر
وصخرك أجدى من كريم الزمرد
أعز بلاد الله في الأرض موطن
ومولد خير الأنبياء محمد
مكة المكرمة
التصنيف: