حين نغرق في الكلام لكن !!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
أجزم أننا أكثـر شعوب العالم من حيث التنظير ومن حيث القرارات والإغراق في الكلام.. لكننا أكثـرهم ترهلاً وتخلصاً من المواقف بطرق سلبية. وأقلهم تنفيذاً وتفاعلاً مع المعطيات والإمكانيات المتاحة.
هناك أطنان من القرارات.. وهناك ندوات وورش عمل.. وهناك جيش من الكُتَّاب والصحفيين والأكاديميين يخوضون في قضايا وطنية لا حصر لها ولكنها في الأخير تصبح كلاماً للاستهلاك في كثير منها أيضاً.. ولعل قضية الشباب ومتطلبات المستقبل واحدة من أهم وأخطر القضايا الاجتماعية وذلك لما لها من انعكاسات على التنمية المستدامة وأبعادها الاقتصادية والأمنية.. ورغم حرص الدولة على معالجة هذا الجانب: إلا أننا بحاجة إلى تفعيل هذه التوجهات من خلال برامج تؤدي في النهاية إلى حل مشكلة الشباب سواء في القبول بالجامعات أو التوظيف خاصة أن الأمرين الأخيرين مازالا يسيران بعيداً عن تحقيق الهدف المطلوب ودرء مخاطر البطالة.. وهنا يمكن تلخيص بعض ما نحن بصدده حول قضية الشباب في التالي: أولا: القبول المدفوع في الجامعة من خلال التعليم الموازي أو الانتساب يجب أن يختفي ليصبح من حق الجميع التعليم المجاني خاصة في ظل تحمل الدولة نفقات التعليم داخل وخارج المملكة وإعطاء فرص غير مدفوعة لأولئك الذين يريدون تحسين مستوياتهم في فترة لا تقل عن فصلين دراسيين هذا من ناحية.. ومن الناحية الأخرى فإن الطالب الذي يذهب إلى القطاع الخاص طلباً للوظيفة بعد التخرج يواجه مشكلة الفترة التجريبية وهي المحددة بثلاثة شهور حيث يمكن خلالها الاستغناء عنه عندما لا تثبت جدارته.. وهذه فترة غير كافية ومن ثم فإنني أتمنى من وزارة العمل أن \”تعمل\” على إعطاء مهلة أطول تصل إلى سنة كاملة للفترة التدريبية وإلغاء الفقرة الخاصة بإلزام جهة العمل بتثبيت الموظف بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور خاصة أن النظام لا يشمل القطاعات الحكومية التي يستمر فيها الموظف فترة تزيد على الثلاث سنوات أحياناً دون تثبيت!! وإذا كان التدريب من أهم المشاكل التي تواجه سوق العمل خاصة في الجوانب المهنية فإن علينا أن ندرك جيداً أن «العيب» ليس في الشباب الذين نصفهم بالخمول وما انزل الله به من سلطان للإلقاء باللوم عليهم. لكنها مخرجات التعليم الضعيفة التي لم يتم تحديثها لمواكبة سوق العمل.. وعلينا أن نأخذ مثالا على ذلك ونسأل: لماذا فشلت المعاهد المهنية ونجح مركز عبد اللطيف؟ .أعتقد أن الإجابة واضحة وهي أن الأخير لديه استراتيجية ومخرجات تعليمية جيدة تفتقدها المعاهد المهنية والثانويات الصناعية.
ومن ثم فإن علينا أن نغلق المعاهد المهنية في ظل وجود كليات التقنية ونعمل على تطويرها بشكل أفضل أو تسليمها أي المعاهد المهنية إلى القطاع الخاص. باختصار هناك تحديات كبيرة تواجه التنمية الاجتماعية إذا لم يكن هناك استراتيجيات يتم تفعيلها بعيداً عن منابر الكلام. كما أننا بحاجة إلى مرجعية مستقلة مرتبطة مع ولي الأمر مهمتها جمع المعلومات والحقائق وشرح المعوقات التي تواجه متطلبات مستقبل الشباب ووضع الدراسات والحلول التي تجنبنا تزايد البطالة بين الشباب والشابات وحجم انعكاساتها السلبية.
التصنيف: