[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

في ذلك الزمان كان يتجمع بعض أهل الحي يرتقون تلك الربوة المرتفعة في طرف \”الحي\” فتشرئب رؤوسهم إلى الأعلى، وتشخص عيونهم إلى الأفق البعيد بحثاً خلف الجبال عن ظهور الهلال لكن لا شيء يظهر في الأفق.
يرتفع صوت عم \”معتوق\” ذلك الرجل المهيب ذو النظرات الحادة والصوت الجهوري منبهاً المجتمعين قائلاً: ترى الهلال له منازل، وهذه المنازل تتغير في كل شهر، فمرة يكون في الغرب مائلاً إلى الجنوب، ومرة اخرى يكون في الغرب، ولكنه مائلاً إلى الشمال، ومرة في منتهى الأفق، ومرة يكون نازلاً الى الاسفل، وتتفاوت مدة ظهوره بعد غروب الشمس \”كأشطر\” عالم فلكي. فيأخذون في مسح الأفق طولاً وعرضاً، وفوقاً وأسفل، لكن لا شيء يظهر فيتراجعون قافلين متفرقين، وهم مطمئنون ألا هلال يمكن أن يظهر فيقنع كل واحد منهم نفسه بأن هذا هو المتمم لشهر شعبان، ولكن في صباح اليوم التالي تنطلق أصوات \”المدافع\” من على جبل \”سلع\” معلنة بأن هذا اليوم هو أول يوم في رمضان، كانت الساعة التاسعة صباحاً، راحوا يتساءلون كيف حدث هذا الأمر؟ ومن آه.. وكيف رآه؟
كانت هذه الذكرى محفورة في رأسه يتذكرها كل ما قدم رمضان، لكنه تذكر ذات مرة عندما أنطلقت \”مدافع العيد\” في الثامن والعشرين من شهر رمضان ليكون عيداً طلب منا بعده باعادة صيام يوم كقضاء.
هذه الدوامة أليس لها من نهاية ونقطع الشك باليقين في دخول وخروج الهلال، وبالذات هلال \”الحج\”؟.. الذي ان لم يكن صحيحاً فلن يعوض انها حيرة ولكن لابد من وضع نهاية حكيمة لها.
فهذه معطيات العصر قد سهلت علينا تحقيق ما نصبو إليه من الحرص على التحقق بظهور الهلال فعليناً استغلال الوسائل هذه الوسائل العلمية الحديثة في التحقق من وجود الهلال أو عدمه فها نحن نحدد ساعات توقيت وقت الصلاة بـ\”الساعة\”، وهذه آلة تقوم بذلك بدقة شديدة.. رحم الله أصحاب ذلك الحي الحريصين على رؤية الهلال بأنفسهم لقد ذهبوا إلى بارئهم بأنفس مطمئنة راضية مرضية.
ورغم مرور كل هذا الزمن لازال الحوار والجدال محتدماً بين من يؤيد الذهاب إلى الأخذ بالحساب، ومن يصر على البقاء على الرؤية المجردة لثبوت الهلال رغم هذه الدقة العلمية في علم الرصد والمراصد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *