أهلاً سيد الشهور
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
وأقبل شهر رمضان شهر الخير والاحسان، شهر البر والبركات، شهر الصبر والطاعات، شهر أوله رحمه واوسطه مغفرة واخره عتق من النيران، شهر القرآن والفرقان قال تعالى \”شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان\” شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه اذ قال في دعائه (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان).
روى الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \”قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له الا الصوم، فانه لي، وانا اجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم احدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فان سأله احد او قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: اذا أفطر فرح بفطره، واذا لقي ربه فرح بصومه\”.
ولرمضان فرحة عند استقباله وفرحة في نهايته عند الجائزة من الله تعالى للصائمين العابدين، فهو شهر الجود وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، ولذا فان اجود ما ينبغي على المسلم مع نفسه ان يزيد من الطاعات ويكثر من صلة الارحام والبر مع اهله وجيرانه ومن يتعامل معه بحسن الخلق والعفو عن المسيء فالجود في الاخلاق له قيمة عظيمة في حياة الناس كالجود بالمال فالجود من الطاعات وفضائل النفوس الطيبة في ذلك يتنافس المتنافسون في شهر الخير حيث يسترخص المسلم البذل وابتغاء مرضاة الله.
وفي شهر الصيام يعظم الايمان ويتعمق التوكل على الله تعالى في نفس الصائم وما اعظم التوكل على الخالق عز وجل فكل عبد مضطر اليه ولا يستغني عنه طرفة عين فالتوكل على الله من اعظم العبادات لانه يوثق صلة العبد بربه وتوحيده سبحانه ومن توكل على غير الله فانما يتوكل على من يموت ويفنى فيضيع ويزيغ ويضل سعيه. قال تعالى \”وعلى الله فليتوكل المتوكلون\” وقوله عز وجل \”ومن يتوكل على الله فهو حسبه\” وفي السنة المطهرة عنه صلى الله عليه وسلم قال: \”لو انكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا\”. ولذلك يا اخوة الخير، علينا بالتقوى في كل امورنا وصدق التوكل والا نضيع الواجبات والحقوق تجاه النفس وتجاه الاهل واتجاه ابناء هذا المجتمع. ومما قاله الامام الشافعي رضى الله عنه في الرزق:
توكلت في رزقي على الله خالقي
وايقنت ان الله لاشك رازقي
وما يك من رزق فليس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي اي شيء تذهب حسرة
وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
وهكذا يهل علينا شهر الخير بنفحاته الايمانية التي ترقق القلوب وتصفي النفوس وتحرض على الخير والبر والعطف وهو من حكمة الصيام عندما يذوق الصائم مرارة الجوع فيتذكر الفقراء ويستعذب العطف عليهم والرحمة بهم فلنقبل على الطاعات وعمل الخيرات بتجارة مع الله لن تبور.
ولدتك يا ابن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فحرص على عملا تكون اذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا
وهاهو موسم الخير قد اقبل، فليتقبل عليه باخلاص في هذه العبادة الخالصة لله واسباب قبولها من العمل الطيب والقول الحسن. نسأل الله تعالى ان يبلغنا شهر رمضان وان يوفقنا الى صيامه وقيامه والفوز بمرضاته سبحانه وكل عام وانتم بخير.
حكمة: جمال المرء فصاحة لسانه
026930973
التصنيف: