شاعر الدبلوماسية

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

أستطاع الكبار حفر أسماؤهم في ذاكرة الوطن لهذا تجدهم يحتلون مقدمة الصفوف وتتداول ذكراهم المجالس الأدبية والثقافية للحديث عن مآثرهم ومواقعهم الوظيفية وأساليبهم في الإدارة وقياسا على مصداقية هذا التداول لأولئك الذين رحلوا عن دنيانا الفانية هذه النماذج حتى وإن لم يسعفك الحظ بالالتقاء بهم والتعرف عليهم في حياتهم إلاّ إن ما يشدك نحوهم هو سيرتهم العطرة وأدوارهم القيادية والوظيفية ولقد أحسنت وزارة الخارجية السعودية باستقطاب هؤلاء الرجال ليكون التمثيل الرسمي على المستوى الذي يليق بمكونات وقدرة هذه الشخصيات ولست بصدد حجم هذه الأسماء الذين عملوا في الحقل الدبلوماسي وحلَّقوا في سماء الكلمة الشاعرية والسفير عمر كردي واحدا من أبرز هؤلاء فبقدر ما قرأت عن سيرته الحياتية وإنتاجه الأدبي ومواقفه الإنسانية وعلاقاته الاجتماعية التي بُنيت على الصدق والمحبة يتذكرها أصدقاؤه وزملاؤه في مواقعه الوظيفية فقد جمعتني الصدفة بأحد هؤلاء الرجال الذين شاركوه شرف تمثيل الوطن إبان فترة عمله قنصلا عاما للمملكة في القاهرة على مدى سنوات عديدة كان مثالا للمواطن والمسؤول المخلص الذي يواصل الليل بالنهار في سبيل انجاز الكثير من المهمات التي تتعلق بالعمل خصوصا في فترات المواسم.
تنفيذا للتوجيهات التي تصله من مرجعه مستعينا بالكوادر السعودية التي كانت تشاركه تمثيل وطن بمكانة المملكة الدينية والتاريخية والسياسية أمام الأشقاء العرب وكبار القيادات السياسية ويضيف محدثي مع امتداد ساعات العمل حتى ساعات متأخرة من الليل إلاّ إنك أمام رجل يُشعرك بروح مرحه تغلبت على الكثير من الصعوبات التي لا يشعر بها إلاّ القريبين ممن عايشوا العمل الدبلوماسي ودقته في سرعة الانجاز والمرونة المتناهية والسرية لبعض الحالات التي تتطلب ذلك ومع كل هذه المتفرقات التي لا تجتمع إلاّ في النُّدرة من الرجال فقد كان السفير الشاعر عمر كردي مثلا يُقتدى وأستاذا يُستجاب له في تنفيذ التعليمات مهما كانت الظروف وبلغت الصعوبات مُؤكدا محدثي أن هذه الأمور تتطلب جهدا وفكرا ومرونة وسرية ودقة تعامل معها سفيرنا وأديبنا بنجاح متذكرا كوكبة الأصدقاء من رجال الفكر والدبلوماسية ومن الزملاء لابد أن يُخصص لهم جزءا من وقته لشيء من البوح والشفافية ولقاءات أدبية تضفي الكثير من سماحة أبناء المدينة المنورة لهذا كان نموذجا إنسانيا موفقا في جوانب عديدة يأتي في مقدمتها علاقاته الأسرية مع عائلته وأبنائه ومجتمعه وقبل ذلك ولائه لقيادته ووطنه.