[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي [/COLOR][/ALIGN]

يكثر الكلام – من وقت لآخر- عن علاقة التفكير بالنوم، أو علاقة النوم بالتفكير، ومن منهما يجلب السعادة، أو الشقاء للآخر ؟ التفكير حين يطغى على النوم فيجعله يطير من عيني صاحبه، أم النوم حين يطغى على التفكير فيجعله متجمداً ؟.. وكيف أن التفكير في أي شيء، وأي شأن قد يؤدي إلى (عسر النوم).. وأن النوم في أي وقت قد يؤدي إلى (ضعف الذاكرة) التي تضر بالتفكير، وكيف يضطر الإنسان الذي يسقط في \”براثن عسر النوم\”.. أو مشاكل ضعف الذاكرة، وخمول التفكير إلى اللجوء للمهدئات، والمسكنات، أو البحث عن المنشطات.
وآخر ما نشر من كلام عن التفكير، والنوم أن عدم التفكير لمدة ربع ساعة – قبل النوم- يمنحك نوماً لمدة ثماني ساعات متواصلة إذا كنت فوق الأربعين، وفوق الخمسين، أما قبل ذلك من العمر فإن الأمور تسير طبيعية، أو شبه طبيعية، بمعنى أن التفكير هو الذي ينتدب \”فيروساته\” لتطيير النوم.
كان أحد تجار، وأدباء جدة الكبار يقول لمن يلتقي به من زملاء المهنة عن سر قدرته على الجمع بين التجارة، والأدب، وراحة البال أنه يستطيع أن يتحكم في إدارته للتجارة، وفي قراءاته، وكتاباته الأدبية، وأهم من ذلك أنه إذا حانت ساعة النوم غادر إلى غرفته تاركاً كل شيء خارجها، وإذا استطاع الإنسان أن يفعل ذلك فإنه لن يحتاج إلى مهدئات، ومنومات تساعده، وتعينه على النوم.وانتشرت الحكاية بين عدد من الصحفيين، والأدباء فكان بعضهم يصدقها، وبعضهم يرفضها، والبعض يقف محايداً، ومن يقف محايداً يقول إن \”تعويد النفس\” على ساعة مُعينة من شأنه الوصول للهدف دون مشاكل، أو معاناة، أو متاعب لكن أن يُعجبك برنامج، أو اتصال، أو تشغل نفسك بموضوع غير قادر على تحمّل مرتفعاته، ومنخفضاته فإنّ النوم سيجفو عينيك.
ويقال إنه بعد رحيل هذا \”التاجر، الأديب\” ترك ثروة بالمليارات سائلة، ومجمدة \”تضارب\” عليها الورثة، واشهروا السلاح في وجوه بعضهم البعض، وهم إخوة، وأشقاء فبريق المليارات السائلة يسيل لها اللعاب، وصورة المليارات المجمدة يسيل لها اللعاب، وقد اختلط على الورثة بريق المليارات السائلة مع صورة المليارات المجمدة فكانت النتيجة أن طار النوم من عيون الورثة جميعاً، وتشتت تفكيرهم، وتاهت خطاهم \”وهو ما لم يحدث لأبيهم الذي جمع بين المال، والأدب، والنوم الطبيعي غير المتقطع\”.. ولم يكن يخطر على باله أن يتقاتل الأبناء على الثروة الهائلة التي تركها لهم، والتي كان يؤمن إيماناً كاملاً بأنها ستفرش طريقهم بالزهور، وتملأ حياتهم بالسعادة، ونفوسهم بالطمأنينة، والاستقرار فإذا هي تنقلب عليهم ضيقاً، وشقاءً، وصراعاً \”وهذه هي حال الفلوس الكثيرة إذا زادت على الحد، وزادت على الحاجة، وافتقد من يملكها، أو يمتلكها إلى ثقافة النضج، أو وعي القناعة\” وقد كان صاحب البلايين مسلحاً بالاثنين، ويحتاج الأبناء إلى وقت – غير قصير – ليتسلحوا بهما: النضج، والقناعة، وسيكون الوقت خصمهم القادم بعد أن كانت الثروة هي سبب خصامهم وقتالهم.
وهناك عدة أقوال في هذه القصة: أن يكون الخيال لعب فيها دوراً كبيراً فحرّف فيها، أو أن يكون السماع من شخص لآخر لعب فيها فضخمها، أو أن الحسد هو الذي لعب الدور كله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *