[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

خلق الانسان هكذا يحب الترحال والسفر في البر، أو في البحر، أو في الجو، وهو نشاط مألوف ومشهود يمارسه الإنسان بهدف تحقيق رغبة، أو طموح لا يتحقق في حالات التثاؤب والسكون!
ورغم أن السفر \”قطعة من العذاب\” كما جاء في الحديث الشريف، إلا أن في السفر فرصة للمعرفة والعلم، والترويح، والاكتشاف، وغير ذلك من الفوائد التي لا تغني عنها قراءة المئات من الكتب.
لكن هناك نوعاً عجيباً غريباً من السفر هو السفر في الناس، ليس لدراسة أحوالهم وطبائعهم والاستفادة من تجاربهم، أو من أجل العمل على إصلاح اخطائهم وتصرفاتهم، بل للإساءة إليهم وأكل لحومهم وسلخ جلودهم دون حق خاصة عندما تتقاطع مصالحهم مع مصلحة هذا المتجني.
يجتمع شلة الأنس مثلاً في إحدى الجلسات المرتبة ثم يبدأون في \”حش\” الناس والمطالبة برؤوسهم انطلاقاً من الحقد والحسد. وهذا أمر لا يقره العقل، أو العرف، أو الدين.
وهذا في رأيي دليل على قصور في التربية من قبل الأهل، ومن قبل المدارس والجامعات.. ولو اهتم الأهل والمربون والعلماء بتكريس جهودهم لمعالجة هذه الظاهرة لامتلأت قلوب وعقول هذا الجيل بالحب للآخرين، ولأصبح المجتمع صافياً نقياً من هذه العادة القبيحة التي دائماً ما تطفو على السطح بمجرد أن تتاح الفرصة لصاحبها فيطلق سهامه على الآخرين.
مرة.. سألت واحداً من هؤلاء المغرمين بالسفر في الناس واستغابتهم والتشنيع عليهم: هل تحب أن يقع الآخرون بك، ويكيلون لك التهم وأنت بريء منها؟ قال: لا.. قلت: فما الذي يدفعك لنهش لحوم الناس والاستهزاء بهم والتجديف عليهم؟ والرغبة المستميتة في قطع أرزاقهم وأعناقهم إن قدر لك ذلك؟..
هنا بدأ الذهول على وجهه، وطأطأ رأسه وقال: هل سمعت عني؟! إنني آسف على ذلك، لقد انتشلتني من غيبوبة قاتلة. وأعدك بعدم العودة إلى هذا السلوك البشع مرة أخرى.. لا في مجالسي، ولا في أفعالي التي طعنت الناس بها تحت غطاء التجديد والدعوة إلى طمسهم وأفعالهم الخيرة الكبيرة التي امتدت سنوات نترك ذلك جانبا ونمتدح الاصدقاء من الشلة ولو أن ما فعلوه لا يساوي قطرة في بحر!!، ندير حياتنا بكل مكر لنصل إلى غاياتنا لكن أين \”الصدق والوفاء\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *