[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نقيب/مصلح زويد العتيبي[/COLOR][/ALIGN]

لو تتبعنا أي عمل عظيم لوجدنا أنه في الأساس كان مجرد فكرة تدور في ذهن شخص لم يهملها بل سار معها واحتفى بها وصبر عليها ومن أجلها فأصبحت عملاً عظيماً وكبيراً.
الأفكار الكبيرة ليست حكراً على أحد ولا ترتبط بسن معينة ولا جنس معين فقد يأتي طفل بفكرة تخدم الإنسانية وقد تقدم امرأة فكرة لتنظيم حياة الرجل.
الفكرة تخدم من يعرف قدرها ،ومن يعرف قدرها يعلم أن أول خطوة يجب عليه أن يفعلها هي تقييدها وتسجيلها حتى لا تُنسى في زحمة الحياة المدنية التي أصبح الإنسان فيها كالآلة يكرر اليوم عمل الأمس ويعيد في الغد كلام اليوم.
والخطوة الثانية في التعامل مع الأفكار الجديدة هي الفرح بها حتى تشعر هذه الفكرة أنها حطت رحالها في أرض خصبة سرعان ما تثمر عملاً بل أعمالاً نافعة ومفيدة.
والخطوة الثالثة في التعامل مع الأفكار الجديدة هي أن يعلم المفكر أن نجاح العمل على أرض الواقع شيء وكون الفكرة ناجحة في نفسها شيئاً آخر.
فأدسون عندما اخترع المصباح الكهربائي انطلق في عمله من فكرة معينة في ذهنه وهي اختراع شيء يبدد الظلام وتصبح الليالي فيه مضيئة كالأيام لكنه من خلال العمل على أرض الواقع وقع في عشرة آلاف تجربة غير ناجحة لكنه رفض أن يسميها بهذا الاسم ؛بل قال إنه اكتشف عشرة
آلاف طريقة لا تعمل.
وهذا يقود إلى الخطوة الرابعة في التعامل مع الأفكار الجديدة وهي ثقة صاحب الفكرة في فكرته ومن قبلها ثقته في نفسه.
ومن أهم أسباب نجاح الأفكار الجديدة أن تُشرق في مجتمع يقدر النجاح ويعشق التجربة ولا يرضى بغير الصدارة.
أن تجرب فكرة عامة في زمن السلم قد تجد من المجتمع معونة ومساعدة وصبراً على ذلك ؛لأن عدم نجاح هذه الفكرة لن يكلفهم الكثير.
لكن أن تجربها في زمن الحرب ؛فهذه لا يرضى بها ولا يسمح لك بتنفيذها إلا قيادي عظيم يعرف قدر رجاله وقدرتهم على الابتكار والتخطيط والأفكار الناجحة.
وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب عندما استمع وبكل انشراح صدر لفكرة سلمان الفارسي رضي الله عنه والذي أشار بحفر الخندق حول المدينة.
وكانت هذه الفكرة بعد فضل الله سبباً لحماية المدينة والمسلمين فيها من فلول الأحزاب.
ختاماً: عندما ترى عملاً عظيماً وانجازاً ضخماً تُسر به ؛ لا تنس دائماً أن بداية هذا العمل وولادة هذا الانجاز كانت مجرد فكرة. والله أعلم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *