حارس عنيزة .. بيع الرقاب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
لو كنت مسؤولاً في وزارة الصحة لبادرت بإعفاء مدير عام الشؤون الصحية في منطقة القصيم فور ثبوت ما أقدم عليه من تعدٍّ على حارس المستشفى وضربه بـ \”النعل\” على وجهه كما أوضحت ذلك التحقيقات ونشر في الصحف وهو ما دعا \”المدير البطران\” إلى دفع ربع مليون ريال للحارس للتنازل ولو كنت مكان هذا المدير لقبلت الاعفاء دون أن ادفع للحارس أي مبلغ بل ولقبلت \”العقوبة\” التي يقررها الشرع لأنني أقدمت على أمر في غاية سوء التصرف والتجاوز، وأسأل وزارة الصحة كيف تضمن استمرار هذا المسؤول وهو يحمل هذا الخلق لأن المدير لم يعتدِ على الحارس لأنه أخل بعمله بل لأنه أصر على استكمال المعلومات المطلوبة منه نظاماً عندما أراد شقيق \”سيادة المدير\” الدخول إلى مستشفى الملك سعود الذي يقف على بوابته \”الحارس الأمين علي النجيبان\”.
إننا بالتهاون في هذه الأمور نعطي الفرصة لأكثر من \”خراز\” لتجاوز الخلق والنظام والتعليمات والتي من المفروض أن يكون أول من ينادي بها حتى ولو على نفسه أو ابنائه أو اقاربه!!
أما ما أعرضه عليكم اليوم فهو أمر آخر أصبح من الأخبار التي لا يمر يوم إلا ونقرأ عنها وتهتم \”الوطن\” تحديداً بالاحتفاء به مع عدد من الصور وهو \”عتق الرقاب\” أو المطالبة من أهل الدم كما يقال للتنازل عبر تظاهرة تضم مئات الرجال وعبر وساطات لكبار المسؤولين وعبر اشغال الاجهزة الأمنية وغيرها للمحافظة على سلامة هؤلاء خوفا من الخلاف أثناء طلب الصلح وهو ما يحصل دائماً.. انني اقف متعجبا ومشدوهاً لهذه الصور التي لا تليق بنا حتى ولو كانت \”قنًّا قبليا\” فالانسان \”البعيد عنكم\” وهذا ما اراه اقول أي انسان يفقد ابنه أو شقيقه أو والده في قضية اعتداء أو قتل لا اعتقد أن ملايين الأرض ترضيه لأنها لن تعيد هذا الراحل، وأنا شخصيا أعد ذلك \”بيعاً\” وليس كما يقال \”تطييب خاطر\” لأن الرضى بالأموال يُدخل الأمر في صفقات تجارية وهو ما ينشر في الصحف بأن \”أصحاب الحق\” لا يرضون بعشرات الملايين وتدخلات الناس وما يعود ذلك بالألم على \”القاتل\” وأسرته وإن كنا لا نقر ذلك.. لكن في رأيي من أراد أن يتجاوز ويتنازل فيكون ذلك لله وهو الأولى وهو من يعطي الأجور ويمنح الخير وقد صح ذلك في الأحاديث الثابتة.. أما \”الهيلولة\” وما يحدث وما نراه وما نسمع عنه تجاوز مرحلة المعقول إلى ما يمكن أن اطلق عليه الرغبة في الظهور وخاصة مع اهتمام بعض الصحف في السنوات الأخيرة بذلك، أعيد وأكرر ان \”الفقيد\” لا يُقدر بالذهب والألماس فلماذا هذه المبالغة مع ايماني بحق هؤلاء في المال خاصة اذا كانت احوال الضحية أو اسرته تحتاج إلى ذلك لكن ليس من حقهم إحراج الناس وطلب عشرات الملايين وكأنهم يحضرون \”لمزايدة\” بيع عقار ..
وفي ذلك ما يجلب الإحراج للناس وما يبذلونه لرضى أهل \”الراحل\” الذين يستغلون الفرصة بطلب المال والسيارات والبيوت والاراضي.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
التصنيف: