«رقص» وجمالها الروحي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]

اقتحام الدكتور / معجب الزهراني المجال الروائي من خلال روايته الأولى \”رقص\” واعترافه بسنوات الجفاف التي أمضاها ناقداً يؤكد أنه لا يود أن يكون تابعاً بل متبوعاً,ويذكرني هذا الانعطاف في المسيرة الثقافية لمعجب الناقد إلى معجب الروائي ما قاله الشاعر الراحل نزار قباني في لقاء موسع أجرته المذيعة اللامعة كوثر البشراوي قبل عقدين من الزمن ، إذ قال نزار إن المبدع هو الحصان الذي يحرك العربة، أما الناقد فهو يسير خلفها يتبع مساراها يميناً ويساراً, صعوداً أو هبوطاً, ومتى ضجر المبدع أيّاً كان لن يتوانى في القيام باللسع بواسطة سوطه ليتضرج دماً ويتدحرج خلف العربة، هذا موقف الشاعر نزار إزاء الناقد.
وفي الأمسية الثقافية التي نظمها النادي الأدبي بالباحة بحضور مدير عام الأندية الأدبية الأستاذ / عبدالله أحمد الأفندي وعدد من المثقفين والمثقفات، احتفاء بالرواية والروائي, وتلبية لرغبة المثقفين في تدشين رواية \”رقص\” من مسقط رأس الروائي ـ منطقة الباحة ـ قرية وادي الصدر بزهران, تحول د. معجب في تلك الأمسية إلى طائر أبيض فرد جناحية الزاهيين في الفضاء الرحيب، ليستمتع الحضور بسماع ثلاثة مقاطع اختارها بعناية فائقة تصف الجمال الروحي للقرية والقرويين، وطقوس الفرح التي يمارسها جميع أفراد القرية بدون استثناء الرجال والنساء حتى الأطفال ,وقد وفق د.معجب في انتقاء المفردات الباذخة والعبارات الآسرة .. مما أوقع الحضور في كرنفال الدهشة والجمال, وتعايشوا مع تفاصيل المشهد السردي وكأن القرية بمكنوناتها تحولت إلى شجرة لوز مثمرة، وكثف المشاهد البصرية لوالده الرجل الذي يقف كشجرة عرعر صلبة، شموخ وكبرياء يمسك بسيفه الذي يلمع حين يرفعه أو يخفضه مع إشعاع الشمس وكأنه في حرب شرسة.
أما والدته فقد تحولت إلى غصن خيزران تضرب بالدف وتتحرك برشاقة طائر الحجل وكأنها في سن صغيرة لتُعبر عن فرح مكنون بين أضلعها تعبيرا حانيا بمناسبة عودة ابنها.
الموقف البهيج حولها إلى قطعة سحاب بيضاء تتماهى مع حركة الرياح والتقطت عين الروائي ملامح زوجته إذ يفيض كمشمشة زاهية.
أما مهرجان الفرح فلم يقتصر على منزله الصغير بل اتسعت دوائره ليشمل جميع العشائر المجاورة.
معجب بقراءته الباهرة شد أسماع الحاضرين وأهداب عيونهم وحملهم على جناح الطائر الأسطوري لتتشكل صوراً بانورامية في منتهى الفتنة, مزيج من الواقع والجمال أي رواية نسجها معجب، إنها رواية الحياة, كما ظهر ذلك في عنوان الأمسية، سلمت يمناك يا معجب وفاض يراعك بالمزيد من الإبداع، وتقبل أجمل التحايا.
جماليات الإلقاء
اتفق مع الدكتور هشام الوابل مساعد المدير العام لشؤون تعليم البنين في الفكرة التي طرحها في سياق كلمته التي ألقاها بمناسبة اختتام الأنشطة الطلابية لمدارس مكتب التربية والتعليم بالوسط قبل أيام قلائل إذ وجه بأهمية توثيق الفعاليات البارزة في سيديهات ممغنطة ليتسنى لطلاب محافظات ومناطق أخرى رؤيتها وذلك من منطلق تبادل التجارب والخبرات – خصوصا وأن لوحة الإلقاء الجماعي التي قدمها طلاب ثانوية الملك سعود متميزة سواء في ذائقة اختيار الكلمات وتناغم اللحن الصوتي مع حركة الطلاب أثناء أداء المشهد, ومثل هذا العمل يستحق معلم مادة اللغة العربية الأستاذ إبراهيم سحمي ومدير المدرسة الأستاذ عبدالله مهدي اللذين نجحا في تقديم عمل مميز. ويصل الشكر والتقدير إلى مدير مكتب التربية والتعليم بالوسط الأستاذ صالح مديس, والمشرفين التربويين الذين شجعوا وآزروا هذه الأنشطة باعتبارها مكملة للمنهج المدرسي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *