وأخيرًا عادت «أمل» بالسلامة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]

ما اصدق ما قاله المتنبي في عصره: (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله) ولكن ما عساه أن يقول في عصرنا هذا.. عصر العلم والمعرفة وعصر علوم الفضاء والفلك.. لاسيما وأن علماء الفضاء يحتفلون بمرور عشرين عاما على إطلاق أول تلسكوب فضائي عملاق هو (هابل) والذي أطلق في 24 ابريل 1990م بواسطة مكوك الفضاء (ديسكفري) حيث تم وضعه في مدراه على بُعد حوالى 600 كيلومتر عن الأرض محدثاً ثورة في علم الفلك.. ونقل صورا رائعة لمجرات بعيدة أخذت بألباب وعقول العلماء ورؤية النجوم متفجرة (سوبر نوفا) عند اندثارها.. وكذلك أجرام سماوية أخرى كما التقط 900 ألف صورة لأكثر من 30 ألف جرم سماوي في هذا الكون الرحب العجيب بسبب المهنية العالية في صنعه وتركيبه حيث يحمل \”هابل\” مرآتين إحداهما أساسية والأخرى ثانوية وذلك لتجميع الصور للكون من حوله.. كما يرسل هذا التلسكوب العجيب يومياً بيانات وصور تملأ من ثلاثة إلى خمسة (جيجا بايت) وهو ما يعادل خمس موسوعات علمية تقريباً.
وليس الأمر مقتصراً على \”هابل\” فحسب بل يعتزم العلماء على إطلاق تليسكوب جديد سيكون حسب قولهم (أكبر عيون الأرض على السماء)، وسيركز على العديد من الألغاز الفلكية التي لم يتعرف عليها العلماء.. ويطلق عليه \”التليسكوب الضخم للغاية\” (ELT) وقد تم اختيار جبل في (تشيلي) ليكون موقعاً لنصب أكبر تليسكوب في العالم، وفق ما أوردته وكالة الفضاء الأوروبية والذي من المتوقع أن يبدأ العمل في تشييد الموقع اللازم له بنهاية العام الحالي، على أن يكون جاهزاً للعمل في 2018م.
وإلى جانب كل ذلك فهناك منظار(هرشل) والذي كشف أن تكوُّن النجوم في المجرات الحلزونية الشكل تباطأ في الثلاثة مليارات سنة الأخيرة.. وأن تكون النجوم كان أسرع منذ مليارات السنوات، إلا أن منظار \”هرشل\” سمح لهم بقياس مقدار هذا التباطؤ.
لكن بعيداً عن \”هابل\” وأخواته فإن \”أمل\” عادت بحمد الله بعد جولة حول العالم دامت أحد عشر شهراً.. قال ذلك أحد العلماء من ولاية فريجينيا بأمريكا (إن طائراً بجناحين طويلين مزود بأداة تلتقطها الأقمار الاصطناعية عاد إلى الولاية بعدما قام بجولة حول العالم دامت 11 شهراً قطع خلالها مسافة 22 ألفا و804 كيلومترات. وقد جاء ذلك في إحدى الصحف الأمريكية عن احد العلماء في مجموعة تعنى بالمحافظة على الطبيعة ويدعى (باري ترويت) قال أن هذا الطائر وهي أنثى أسماها «أمل» قد وضعت بيضها في غرب كندا وأمضت فصل الشتاء في \”فيرجن آيلاندز\” قبل العودة إلى المكان عينه الذي (التقاها) فيه العلماء قبل حوالي سنة. وقال (عاد هذا الطائر إلى نفس المكان الذي تواجد فيه في السنة الماضية، كيف يمكن لهذه الطيور أن تفعل ذلك؟ لا نعرف حتى الآن).
عزيزي القارئ: هم لا يعلمون برغم كل ذك العلم ووسائله المتفوقه لديهم كيف فعل الطائر ذلك.. لكننا نعلم بأن الله قادر على كل شيء وان الطائر يطير بقدرته تعالى وتوفيقه.. وكل ما في الكون مسخر بأمره.. فهل ترى أنه ينبغي علينا أن نجتهد بدورنا بكثرة التأمل والتفكر في الكون.. وأن نحث أبناءنا على التأمل في قدرة وبدائع صنعه تعالى وإعجازه.. ولا أ شك أن إجابتك ستكون بالإيجاب وبألف نعم من مرصدك الكبير وهو (قلب المؤمن) وعينه المتأملة وعقله المتفكر في خلق السموات والأرض.. في حله وترحاله وفي صلاته وقيامه.. والحمد لله على ذلك.. لكن ما عسانا أن نقول لأحد (الظرفاء) الذي قال معلقاً عن الخبر: : وين وضعت \”أمل\” بيضها..أبغي أجيبه؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *