اختلاف الأداء لا يورث العداء]

Avatar

د. علي محسن السقاف

لا أدري ما الذي اثار الحفائظ.. على الشيخ القرني عائض.. فما اكثر من قال فيه وعاب.. وحكى عنه واستراب، بسبب قصيدة، لها اهداف مجيدة، وابيات عديدة، وذنبه انه اعطاها محمد عبده.. ليغنيها وحده.
وكل من شتم وهجا.. فهو ليس من اهل العلم والحجا.. مهما اشتهر وعلا، والشيخ عائض داعية مشهور.. كثير الظهور وقد اوتي.. بليغ العبارة، وحسن الاشارة، وجمال الشارة، وربما لم يبعد عنه قول المتنبي:
يا كامل الآداب منفرد العلا
والمكرمات وياكثير الحاسد
شخص الأنام الى كمالك فاستعذ
من شر أعينهم بعيب واحد
وقد فكر الشيخ في محاربة السونامي.. في مسابقات الشعر العامي، التي تثير العصبية.. والفتن القبلية، وقد افسدت في العصور الاولية.. بين النزارية والعدنانية، بسبب قصائد دعبل والكميت.. التي احتوت مائة بيت، واحدثت حينها فتناً ومحناً.. في البوادي والمدن، فأحب الشيخ عائض القرني.. ان يعيد الناس الى التغني بكلمة التوحيد، التي ليس عنها مؤمن يحيد، والتي الفت في الماضي بين قبائل العرب، فاجتمعت بعد الفرقة والحرب.
والشعراء يحبون لقصائدهم الانتشار.. في بلاد الجوار.. واذا اخترعوا قصيدة، ارسلوها للبلاد البعيدة.. ولو كانت عصيدة، لتخرج من ضيق فتحة الميم.. وتنتشر انتشار النار في الهشيم، وقد يرسلونها لكبار المطربين.. ولو كانوا في الصين وقد غنت ام كلثوم.. لاحمد شوقي ألبوم.. منه قصيدة ولد الهدى.. التي انتشرت بغنائها.. لابعد مدى.
وفي نظري ان الشيخ يستحق بعض الكلام القاسي.. لعدم الاكتفاء بانشاد العفاسي.. فجلب على نفسه المآسي.. وصار لحماً في التباسي.. لاصحاب القلم القاسي.
إلا انني اعتقد ان الشيخ راعى الفضائيات.. وما تكسبه من الاتصالات، خصوصا اذا غنى القصيدة محمد عبده.. وبذل فيها جهده، فكان لطلبهم مجيب.. فتحول هذا التحول العجيب..
اما الكلام عن المليون.. فقد تشعبت فيه الظنون.. ولكنه ضرورة الشعر والفنون.. في عصر التلفزيون.. وصار مثل الحدقة للعيون.. والموية للسيفون.. وسيدفعه الراعون.. ويكسبون منه تريليون..
واما ما قيل عن ضعف ابيات القصيدة.. فان الشيخ اراد تسهيل قنص الصيدة.. على سعد وسعيدة.. ولو اراد حبس المليون.. لتفوق في شعره على قيس المجنون..
وكان الله في عون الشيخ، ولعل لسان حاله يقول: رب سامع بجرمي لم يسمع بعذري، وقديما قال الشاعر:
وكم من مليم لم يصب بملامة
ومتبع بالذنب ليس له ذنب
وكم من محب صد من غير بغضة
وان لم يكن في ود خلته عتب

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *