الاختبارات.. عشرون عامًا إلى الوراء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** تواترت الأنباء مؤخراً، عن دراسة تقوم بها وزارة التربية والتعليم، لإلغاء مشروع \”التقويم المستمر\” الذي مازال معمولاً به حتى الآن كنظام للاختبارات في كامل المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ومنذ عشر سنوات مضت، ونشرت كل من \”الحياة\” و\”الوطن\” في يومين مختلفين، أن شيئاً ما يدور في أروقة الوزارة كإرهاصات ربما، لاقتلاع هذا المشروع من مكانه، وإحلال مشروع آخر بديل أُطلق عليه مسمى \”التقويم الربعي\” بحيث يخضع الطلاب والطالبات بموجبه إلى أربعة اختبارات على مدى العام الدراسي.
** بداية أقول إننا نربأ بأنفسنا، وكذلك بوزارة التربية أن نكون مع الذين قالوا كردة فعل وفي صيغة ساخرة، إن طلابنا صاروا \”حقل تجارب\” لهذا المشروع أو ذاك من مشاريع الوزارة في القديم والحديث، لكننا نقول من جانب آخر إنه كان يتعين على وزارة التربية، أن تعلن في صيغة صريحة عن إلغاء \”التقويم المستمر\” بدلاً من هذه التسريبات الصحفية، التي ضررها أكثر من نفعها، والتي لا تخدم الوزارة في شيء، بل على العكس تمنح الفرصة لكثير من الاشاعات والاقاويل الصائب منها \”وهو قليل\” والجانح منها \”وهو كثير\”.. أو أنها تنفي حدوث شيء من ذلك وأن ذلك المشروع سيستمر.
* نقول ما الذي يمنع وزارة التربية من ان تعلن عن فشل التقويم المستمر، في صيغة شفافة تحمل تقديراً للوزارة، من خلال اعترافها صراحة بفشل المشروع، ثم \”وهذا مهم جدّاً\” فإنه يجب اعلان \”حيثيات\” فشل المشروع، حتى يمكن أن تكون هناك قناعة مجتمعية، بأن قرارات الوزارة التصحيحية تتم بشكل علمي، وبإثباتات قائمة من الميدان، وبأرقام وإحصائيات دامغة لا تقبل المزايدة، ولا تمنح الآخر فرصة أن يلوك أي مشروع بما ليس فيه، أو أن يمنحه مميزات قد لا يستحقها!!
** إن الكثير من الإخوة التربويين العاملين في الميدان \”القدامى والجدد\” لم يكن معظمهم طبقاً لما سمعته أنا شخصيّاً منهم على قدر ولو بسيط من الرضا بمشروع \”التقويم المستمر\” بل ولم تكن هناك قناعة بوجاهته وجدارته في تقويم المهارات الطلابية، خصوصا وأنه كان ولا يزال يحمل ثغرات واسعة، ينفذ من خلالها المعلمون المهملون، إلى فضاءات من التجاوز الخطير، الذي أثمر عن نجاح الكثير من الطلاب من صف دراسي إلى آخر أعلى منه، وهم لا يستحقون النجاح التام، الأمر الذي خلق \”ورطة\” لمعلمي الصفوف الأعلى، عندما صاروا يستقبلون طلاباً أقل مهارة، وأدنى مستوى تعليميّاً، فهل ذلك المشروع حقّاً فاشل، أم أن المعلمين أقل مهارة من أن يطبقوه بالشكل الصحيح؟!!
* ولو كانت المساحة تسمح هنا لفصلنا كثيراً في هذه النقطة المحورية، والتي تم علاج الخلل فيها بمجهودات اضافية، قامت بها بعض المدارس، وبعض مديريها النابهين والمخلصين، تداركاً منهم لثغرات \”التقويم المستمر\” الذي جثم على صدور الطلاب والمدارس والتعليم عندنا لحوالي عشر سنوات.
** أما العودة إلى النظام المقترح والمعروف بالتقويم الربعي، فإنه طبقاً لما أعلمه ليس بالفتح المبين، ولا هو بالأمر الجديد، الذي ستفاجئ به الوزارة الميدان التربوي، فإنه كان معمولاً به يوم أن كنا طلاباً على مقاعد الدراسة، وهنا لا أريد أن أقول إن الوزارة في هذه الخطوة كالتاجر الذي يعود إلى \”دفاتره القديمة\” كلما خسر في تجارته، ولكنني أقول دعونا ننتظر لنرى الملامح التفصيلية للمشروع البديل، إن هناك نية فعلاً لإلغاء المشروع الحالي، والذي يقال حوله الآن كلام كثير غير دقيق ولا موثق، نظراً لأن الوزارة – نفسها – لم تعلن عن ملامح المشروع، وكل ما يقال هو تسريبات صحفية، ما كان يجب لها أن تكون لو أن الوزارة سبقت كل ذلك بإشهار مشروعها بشكل شفاف ومتكامل؟!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *