خالد محمد الحسيني

لا يمكن أن تكون المطالبة بوقوف \”المرأة\” جنباً إلى جنب مع \”الرجل\” في كل الأمور وإلا لحصل ما يكون خللا في التركيبة الرئيسية للحياة، وحتى لا يحكم القراء أو بعضهم على رأيي مبكراً أقول إننا مع منح المرأة فرصتها في كل شيء وأن تعمل بجوار الرجل خاصة في الأعمال التي لا بد من تواجدها فيها طبيبة – ممرضة – اخصائية اجتماعية – باحثة في العمل الصحي وسبق لها من سنوات طويلة أن عملت في العمل التربوي التعليمي – معلمة – مديرة – وكيلة – مشرفة تربوية وفي السنوات الأخيرة شاركت المرأة في مجلس إدارة الغرفة التجارية إلى جانب دورها في \”الجامعة\” والبحث العلمي والعديد من المجالات.. لكنني لا يمكن أن \”أزج\” بالسيدة في كل عمل من أجل أن أحقق مقولة إن السيدة تعمل لدينا في كل أعمال الرجل لأن هناك أعمالاً لا يمكن أن تقوم بها المرأة وإن قامت بها في دول أخرى فهو \”الاستثناء\”، وانظروا إلى النسبة في العدد ما بين ما تقلدته المرأة من أعمال وما بين ما تقلده الرجل.. ما أقوله ليس تقليلاً من دور المرأة أو تهميشاً لهذا الدور بقدر ما هو حقيقة يجب أن نقبل بها.. وما دعاني لهذا المقال ما نشرته الصحف مؤخراً من إمكانية إسناد مركز رئيس التحرير للمرأة في صحفنا وكأن الأمر هو \”مسابقة\” أو \”اثبات وجود\” فقط دون النظر لإمكانية وظروف وحالة العمل الصحفي النسائي في بلادنا والذي وإن بدأ على \”استحياء\” قبل سنوات في صحفنا المحلية إلا أن النظرة التي قام عليها العمل الصحفي للسيدة في صحفنا كانت \”الصفوف الأخرى\” أو الثانية أو التي تتوقف عند \”مدير التحرير\” أو رئيسة قسم أو باحثة في الصحيفة.. فكيف نريد الآن أن نختار سيدة رئيسة تحرير دون أن تكون لهن خلفيات في العمل الصحفي وما يجب أن يكون عليه رئيس التحرير من خبرة وتجربة وممارسة خاصة في العمل الميداني المكثف الذي هو أهم ما في العمل الصحفي وإن تم في سنوات سابقة ولاحقة اختيار رؤساء تحرير من خارج مهنة الصحافة اللهم إلا بعض الخبرات التي لا تتعدى كتابة المقال أو العمل في وظيفة داخل المؤسسة الصحفية لكن ليست لها علاقة مباشرة بالمهنة لكن هذا هو \”الاستثناء\” أيضاً والأصل غير ذلك.
إن التوجه لعمل المرأة منذ بدايته في صحفنا لم يكن ضمن آليته أن تكون في يوم من الأيام رئيسة تحرير بل ممارسة كافة أنواع العمل الصحفي بما فيه الميداني وهو ما نراه اليوم أمراً رائعاً، ثم أن الدول التي سبقتنا في ذلك ومنها مصر لم تتول فيها المرأة عمل \”رئيس التحرير\” لصحيفة يومية وإنما لمجلات أسبوعية وإن عملت وزيرة ومستشارة وقاضية ومأذون أنكحة.. حديثي لم أقصد به عدم ملاءمة عمل رئيس التحرير مع المرأة باعتباره عملاً خارقاً أو على درجة من الأهمية لا تقدر عليه قدرات ومكونات المرأة.. لم أقصد ذلك بل ما أردت أن أركز عليه وأوضحه هو لماذا نجد فئة في مجتمعنا تريد أن \”تضخم\” المرأة في كل عمل وكأنها \”مزايدة\”.
أعطوني صحفية سعودية لديها كامل الخبرة والقدرة والمران وسنوات من العمل في كافة الأعمال الصحفية داخل وخارج الصحيفة وتستطيع اليوم أن تتولى عمل \”رئيس التحرير؟! أما لماذا لم تتم تهيئة المرأة منذ سنوات لتتولى هذا العمل مما جعلنا اليوم نبحث بين مئات الصحفيات ولا أقول \”الكاتبات\” ولا نجد فهذا سؤال إجابته معروفة فقد أثرت الرؤية الضيقة والخصوصية التي ندعو إليها في تراجع عمل المرأة سواء في الصحافة أو غيرها.
إن ما تقوم به المرأة اليوم وما ستقوم به في قادم الأيام من أعمال مختلفة بل إن بعضهن حققت تميزاً على الرجل في بعض الأعمال.
أقول إن هذا في رأيي يكفي وليس شرطاً أن نرى المرأة \”رئيسة تحرير\” وبغير ذلك نكون حرمناها من ممارسة دورها الطبيعي في الحياة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *