الصحافة الورقية تسرق من الإنترنتية

Avatar

محمد الفايدي

* أحياناً الكتابه نوع من أنواع العذاب وأحياناً أخرى تسلية، أما ثالثاً فهي واجب يحتم عليك أن تكون على قدر المسؤولية وتطرح وتعالج مايهم حياة الناس ويشغل تفكيرهم.
وإذا لم تستطع فعليك الابتعاد جانباً فقد يأتي من هو أكثر منك استطاعه للقيام بهذه المهمة التي لا تخلو من مشقة كونها المهنة الوحيدة التي تحتاج إلى ضمير اكثر من يقظ وكذلك وزن الأمور بميزان العدل حتى تكون المعالجة صائبة وتؤدي إلى الهدف المنشود مباشرة بدون لف أو دوران.
وكم يؤسفني حقيقة أن أجد معظم من يكتبون يستعجلون الشهرة فتأتي كتاباتهم أكثرها سطحية ويغلب عليها التعميم بعيداً عن الحبكة الكتابية التي يستطعمها القارئ ويتفاعل معها حتى لو كانت القضية المطروحة تتعلق بمشكلة صغيرة قد تكون مثلاً عن حلقة الخضار.
أما الأكثر تفشياً فتلك الأخبار والقضايا التي ينقلها بعض الصحفيين من مواقع الانترنيت وينسبونها إلى أنفسهم فيعرضون صحيفتهم في كثير من الأحيان إلى الحرج خاصة أن الأمر وصل أخيراً إلى التعرض لأعراض الناس ولم يعد هناك وسائل اخرى للردع والمحاسبة بعد أن تحولت السماء إلى فضاء مفتوح غثه أكثر من نفعه والسيطرة عليه مستحيلة مهما اكتشف من وسائل منع تراقب تلك المواقع.
وإن المسألة في الأول والأخير تخضع إلى ضمير الصحفي الذي يبدو أنه اصبح في سبات عميق بعد أن تحولت أكثر المواد الصحفية في الصحف الورقية منقولة من تلك المواقع التي يستسهلها الصحفي بدلاً من أن يبذل قليلاً من الجهد في الحصول على مادته الصحفية تحقيقا أو أخبراً من مصادرها الحقيقية لكن يبدو والله أعلم أن خفة الصحفي في استعجال الشهرة والظهور اصبحت طامة كبرى على الصحافة الورقية،
ولازلت أنظر إلى الصحافة ماقبل الفاكس والانترنت بكل تقدير واكبار لأن الصحفي في ذلك الوقت يعتمد في الحصول على مادته الصحفية بجهد ذاتي وأسألوا جهابذة الصحافة أمثال الأستاذ صلاح الدين ودكتور عبد الله مناع، خالد المالك، هاشم عبده هاشم وأحمد محمود مع اختلاف كل منهم في الرأي والموقف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *