يحيى بن عبود بن يحيى

كثيراً ما أقرأ في بعض الصحف هنا وهناك وهي تغمز وتلمز من قناة \”الغرباء\” الذين جار بهم الزمن وتقلبت بهم الليالي والايام وما اقساها واحرها لهباً!
وظن هؤلاء الغرباء ذات مساء او ذات صباح ان الايام ستشرق عليهم وهجاً متألقاً أو ان القمر سيتلألأل في الليالي المعتمة ليبزغ فجراً مضيئاً ساطعاً صافياً رقراقا.
والذين اغتربوا هنا وهناك .. اما لظروف مادية أو لظروف استشعارية وما أكثرها دهاء من هذا الاستشعار القميء لدى الانسان هذا الزمن الذي يكثر فيها من لايخافون الله ولا يتقونه والذين يظنون في أنفسهم مبلغ الكمال ومنتهى المثالية ومبلغ العلم ..!
الذي تأبط به ذات يوم قارون فقال قولته الشهيرة والخائبة في آن واحد حيث قال بغرور وصلف وعنجهية \”أنما أوتية على علم عندي..\” ومادرى هذا الجاهل المغرور ومن هم على هواه وشاكلته ان فوق كل ذي علم عليم.. وهو الله خالق الكون ومدبر الحياة وباسط الخير والشر والصحة والعافية والفقر والغنى والجاه ومن لاجاه له.
لكن الانسان أو بعضا منهم تسير بهم الحياة ويسيرون عبرها واحياناً تضيق بهم السبل وتدلهم بهم الخطوب وتصطرع بهم الحياة وكما يفعلها الراكبون في لجج البحار عبر السواعي ذات الاشرعة التي تسير على هواء الرياح والرياح تقترب به الى مشارف المدن الاهةة بالسكان واحياناً تعود به القهقري حتى الاعماق تأكله حيتان البحر وتبكيه الامهات والاخوات والزوجات .
أجل .. يا أحبائي .. طريق الراحة والتعب والغربة تبقى دوما سيفا مسلطاً على رؤوس بعض البشر وأنا أحدهم .. بل وامتدت وامست واصبحت فرضا مفروضاً على كل الرؤوس.
أجل الغربة ذل في النهار وعذاب في المساء وحيث يكون فوق الارض او تحتها لأنه في الاساس والمحتوى يفتقر للامن النفسي.
والامن النفسي يارعاكم الله هو الغاية القصوى للانسان السوي والغاية المنشودة للانسان السوي الذي لايريد سوى الاستقرار الحياتي والنفسي.
أخي تسأل عن حالي وكيف أنا
شبابة في شفاه الريح تنتحب
وطوبي للغرباء الذين ادلهمت بهم الخطوب
والله المستعان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *