أمركة العالم
طلال محمد نور عطار
حلقات الصراع التاريخي بين الإسلام والعلمانية الغربية، وبين الصهيونية، والمسيحية المتصهينة تتواصل عبر غزو عقول \”المثقفين \”التناقراط\” وغسل أدمغتهم، وصياغتها وفق \”النموذج\” الذي ارتأته في ترسيخ مفاهيمها الاستعمارية في الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ!
وتسعى جاهدة في الوقت الحاضر في طمس الهوية الاسلامية و\”الانتماء العربي\”، وهدم كافة القيم والمثل والاخلاق، وكل مايتعلق باللغة والعقيدة والتراث والثقافة والفكر والعادات والتقاليد الاصيلة النابعة اصلاً من الشريعة الاسلامية الغراء.
كما تسعى حثيثاً إلى نزع الجانب الروحي من جذوره ليصبح الانسان العربي في فراغ عقدي لايشغله سوى المادة والملذات والهوى والمتع،بالإضافة الى الذوبان في الثقافة الغربية بقضها وقضيضيها!
فلسفة \”المايسترو\” الامريكي تمارسها أغلب شعوب الأرض في حياتها اليومية، وعملته \”الدولار\”، وشبكة مطاعم الوجبات السرعية كشبكة مطاعم ماكدونالدز تلف الكرة الارضية بأسرها!
كما وضعت عملتها في يد حفنة من المقارمين والمضاربين الذين يستثمرون كل دولار في الاقتصاد الحقيقي المنتج يجري استثمار ما يتراوح بين 20و50 تريليون دولار في الأسواق العالمية غير الحقيقية القائمة على المضاربات والمجازفات بهدف توليد المزيد من الأموال في انتاج السلع والخدمات التي تعد وثيقة الارتباط بالاقتصاد الانتاجي!
وقدر اذا ما انفقت جميع المصارف \”البنوك\” المركزية في العالم فيما بينها على اتخاذ موقف معين لحماية عملية مادة مواجهة هجوم المضاربين، فإن أقصى ما يمكن ان تجمعه هذه المصارف هو 14 مليار دولار أمريكي يومياً مقارنة مع 800 مليار دولار التي يستطيع \”المضاربون\” ضخها في السوق!
أما العولمة \”المؤمركة\” فهي: احتكارية! عمت بعض عقول الناس في العالم بكل ما تنتجه مخيلاتها السينمائية والروائية والغنائية التي يغلب على القسم الاكبر منها ذلك الطوفان المرعب من افلام العنف والجنس والعري والإثارة والترويح لشخصية رجل الاعمال \”البزنسمان\” على الطريقة الامريكية!
وأخطر مافي هذه الامركة قول العالم كله إلى \”سوق استهلاكية\” ضخمة لها قدرة عجيبة سواء في شراء سلعها أو التهافت على التقدم التقني في بعض القول مع اهمال متعمد لأسواق شعوب العالم الاخرى التي تمتاز عنها بروحانيات خارقة واخلاقيات رفيعة، وجماليات رائعة رغم افتقاد \”الامركة\” المعاصرة الى الروح والاخلاق والقيم، وهي بمثابة \”صنم\” ضخم لاروح فيه، ويمكن أن يطلق عليها بحضارة عرجاء تفقد \”الإنسان\” توازنه بتبديد غرائزه في الترف والرخاء والمتعة، وهيمنة سلطان المال والقوة والجاه والنفوذ!
فهل نعود إلى عروبتنا وإسلامنا اللذان – بحمد الله تعالى – جمعت بين الروح والقيم والمادة؟!
التصنيف: