قال الجليد: خبأتها تحت عباءتي
[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]يوسف اليوسف [/ALIGN][/COLOR]
جاء في الأخبار عبر بعض المواقع الإلكترونية أن \” ديفيد روبنسون \” رئيس المختبر العالمي للجليد بجامعة \”روتجرز\” بولاية \”نيوجيرسي\” سُئل عن موجة الجليد التي اجتاحت أمريكا وما هو أكثر المناطق جليداً في شمال الكرة الأرضية، فأجاب في استغراب: إنني اسميه انقلاباً حدث لفصل الشتاء رأساً على عقب.. ذلك أن ( 49) ولاية من ولايات أمريكا ألـ (50) رقدت تحت الجليد الذي غطاها بعناية فائقة.. فسبحان الله له في خلقه شؤون.. ولست بصدد الحديث عن الأرصاد الجوي وتحولات الطقس والمناخ التي تحدث هنا وهناك وتجتاح العالم.. لكني أجدها سانحة لأعرج بالقارئ لنقف سويا على صورة بديعة تمثلت في دقة وكمال خلق هذا الإنسان، بل جميع ما خلق الله من إنسان وحيوان ونبات.. فالإنسان مثلاً يقول أهل العلم والطب أن دمه يحتوي على نسبة 90% ماء.. وأن أمعائه بها ماء وكذلك عينيه وأجزاء أخرى من جسمه تختلف نسبها حسب مشيئة الله وبالقدر الذي يوفر للمخلوق العيش والحركة في صحة وعافية،وليتمكن من العمل ولا يقعد عنه وينتج ويسخر طاقته وإمكاناته لتحقيق الخير والتطور والنماء للبشرية.
وعلى الرغم من كميات تلك المياه الموجودة بنسب متفاوتة وثابتة في جسم الإنسان والحيوان، فسبحان الله نحد أنها لا تتجمد بالبرود ولا تفسد بالحرارة.. وإلا فما يمنعها فهي مياه، والمياه تتجمد عندما تبلغ درجة التجمد.. فهذا الطقس الذي بلغ حد الجليد والصقيع كافياً لأن يجّمد ويحول كل تلك المياه والأجهزة بجسم الإنسان والحيوان إلى قوالب ثلجية متجمدة ..ويبقي ساكناً بلا حركة حتى يذوب الجليد ويذوب الجمود من أنحاء جسمه .. لكن تلك عناية الله سبحانه وصنعه البديع.. فمهما هوت درجة الحرارة لما هو تحت الصفر فلن يتجمد الإنسان أو الحيوان، ومهما صعدت درجة الحرارة فلن يغلي.. وكذلك الحال بالنسبة للأشجار والنباتات وبعض الأسماك ترى الجليد قد غطاها تماماً ولأشهر عديدة.. وما أن زال ضيفها بغطائه الأبيض البارد حتى عادت حياتها وسيرتها الأولى يانعة ومخضرة تقول وداعاً يا جليد فقد رقدت تحتك كثيراً وآن الأوان لأواصل دوري في الحياة..
إذا فليكن ـ عزيزي القارئ ـ في ذلك الطقس والظواهر المختلفة التي تحدث ما يحملنا على الحمد لله في كل الأحوال والفصول المتعاقبة.. فالحمد لله حمدا حمداً والشكر له شكراً شكراً.
التصنيف: