[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** كان مستلقياً على كوم \”البطحا\” على ظهر سيارته ينظر إلى السماء في تساؤل مرير: لماذا أصبحت ها هنا؟.استنشق ذرات \”الرمل\” المتناثر من حوله وهو يتساءل هناك بعض زملائي الذين لا يفوقونني معرفة وتحصيلاً أصبحوا يحتلون أماكن متقدمة في الجهاز الإداري، كان يلاحق نجمة قد اختفت حول سحابة صيف مرت رتيبة أمام ناظريه، عندها فاجأه بصوته الأجش، أنت يا صاحب \”القلاب\” بكم توصله إلى منزلي؟.لحظتها كأنه تنبه من حلم عميق أتاه الصوت الذي لا ينكره أبداً التفت إليه عندما سمعه يقول له بكم \”قلاب البطحا\”؟ , فقال له بأربعمائة ريال. صرخ إن زملاءك يبيعونه بمائة وخمسين ريالاً. فقال له لك أنت بالذات بأربعمائة ريال.
ليه؟ قالها وهو مندهش من هذا القول بصوته المقهور : شوف زملائي في الدراسة دكاترة في الجامعة وأنا هنا في هذا المكان بسببك وبسبب جبروتك عليّ عندما كنت طالباً لديك، حيث كنت قاسياً لا مربياً فألهبت يدي وقدمي ضرباً مبرحاً حتى أنني زهدت في التعليم والدراسة فكان نتيجة ذلك أن طوحتني الحياة بين صعودها وهبوطها وكان الهبوط أكثر من الصعود والمرارة أشد من اللذة إلى أن أصبحت في هذه الحال التي أحمد الله عليها، عندها صدم \”الرجل\” ولم يستطع أن يجيب بكلمة كُل الذي استطاع فعله أن أعطاه ظهره ومشى وهو يكابد دمعة تريد أن تفر من عينيه عندها قال له:
أقسمت عليك إلا أن تأخذ ـ البطحا ـ بدون مقابل فقط هذه فضفضة مكلوم.كان لابد من أن أقولها منذ زمن ولكن شاء الله إلا أن تكون في هذا المكان الذي أرجو أن لا أكون قد أزعجتك بما قلت.ركب هو سيارته \”الفارهة\” وبقي الآخر على بطحته يتابع نجمة تتوارى خلف السحاب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *