السحر والغواية عبر الاتصالات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان بن محمد العُمري[/COLOR][/ALIGN]
كنت قد أشرت في مقال سابق ما عادت به التقنيات الحديثة من فوائد عدة، سهلت أمور الحياة، وقربت البعيد، ويسرت الشاق، وتوفيرها للوقت والجهد والمال، ولكن ومع فوائد هذه التقنيات لا تخلو من مساوئ حينما يساء استغلال الحسن إلى أمور سيئة.
وجهاز الجوال أو الهاتف المحمول أصبح حاسوباً كفيّاً يحمله صاحبه، ويحمل معه مكتبة مقروءة أو سمعية، ويتواصل به مع الآخرين في المشرق والمغرب، إلى جانب احتوائه على معلومات متعددة، ووسيلة للبيع والشراء، وقضاء الحوائج.. ولكن هذا الجهاز الصغير دمر بيوتاً وجسوراً من العلاقات العائلية والمجتمعية برسائل موبوءة أو عبر البلوتوث، وهناك ما هو أخطر من ذلك الآن ألا وهو الرسائل والاتصالات التي تصل من الخارج، استغلت خدماتها للغواية عبر الهاتف، والتواصل مع \”المومسات\” صوتاً وصورة، حينما يفاجَأ المستقبل برسالة نصية (SMS)، أو عبر وسائط الجوال، وتكون رسالة مرئية ومسموعة، وتحمل مضامين هابطة، ولطلب المزيد الاتصال على الرقم (………….)!!
كذلك الحال بالنسبة للاتصالات الهاتفية التي يتلقاها الكثيرون من بعض الدول، ويعرض فيها المتصل خدماته لفك السحر، بعد أن يوهم المتلقي أنه اكتشف في خلوته أنه مصاب بالسحر، وقد عُمل له عمل، وأنه يرغب في إبداء الخدمة والمساعدة لفك السحر.
لقد ابتلينا بالقنوات الفضائية الهابطة التي تعرض السحر والشعوذة، والقنوات الإباحية، وهذا الأمر مغلوب عليه ـــ بإذن الله ـــ لمن يملك الإرادة الحقيقية، ثم ما يمكن أن يقوم به ولي الأمر بحجب القنوات المشبوهة أو غير الصالحة آدميّاً، ولكن البلاء والفاجعة حينما تصل الرسائل بلا حسيب ولا رقيب عبر الرسائل العادية، أو رسائل الوسائط، وبمضامين هابطة لشباب مراهقين أو مراهقات، أو حتى لكبار في السن صغار في الإدراك.
هذه البليات التي قل أن يسلم منها جميع مستخدمي شبكات الاتصال لدينا بحاجة إلى وقفة من هيئة الاتصالات، فقد تم حجب بعض المواقع عبر الإنترنت، والعقلاء في منازلهم حجبوا ظهور القنوات الهابطة.. وبقي السؤال المحير: متى تتم حماية الجميع من الاتصالات والرسائل الهابطة؟
وقانا الله وإياكم من الشرور.
التصنيف:
