[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

فضل الله النبيين بعضهم على بعض فاصطفى سيدنا محمدًا على سائر الانبياء وفضل الله الايام بعضها على بعض فاختار يوم الجمعة على باقي ايام الاسبوع وجعله عيداً في الارض وفي السماء، وفضل الله الشهور فاختار شهر رمضان عن باقي الشهور، وفضل الله المساجد فاختار المسجد الحرام والصلاة فيه بمائة ألف صلاة، والمسجد النبوي والصلاة فيه بألف صلاة والمسجد الاقصى والصلاة فيه بخمسمائة صلاة وجعل الرحال لا تشد الا اليها.
وفضل الله مكة والمدينة وجعلهما بلدتي الله الحرام ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين اشرف على المدينة قال: \”اني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به ابراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم) ومن حديث انس رضي الله عنه قال اصم قلت لأنس: أحرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال نعم، ما بين كذا وكذا لا يقطع شجرها، من احدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.
فهي تحتل في قلوبنا مكانة عظيمة فهي اول عاصمة للاسلام فانطلقت منها الجيوش الاسلامية لنفتح العالم كله ونحرر العباد من عبادة رب العباد، وبها المسجد النبوي وفيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ومعظم الصحابة الابرار الكرام.. قبورهم في بقيع الغرقد.
وقد فضلها الله بالكرم وطيبة اهلها فلو عقدنا مقارنة بين اهل مكة والطائف والمدينة لوجدنا ان اهل مكة كذبوا رسول الله وآذوه وعذبوه وعذبوا الذين اتبعوه، واهل الطائف قد فشلوا في استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذهب اليهم ليدعوهم الى الاسلام فصدوه وسلطوا عليه غلمانهم وصبيانهم وعبيدهم ليقذفوه بالحجارة، اما اهل المدينة فكانوا من الوفود التي تأتي الى مكة لتحج بيت الله الحرام فانتهز الرسول الفرصة وعرض عليهم الاسلام فبايعوه وهم يومئذ نفر ثم اتوا في العام التالي وهم سبعون رجلا.
ونتذكر الحفاوة البالغة عند استقبالهم لرسول الله وصاحبه ابو بكر الصديق عندما وصل اليهم مهاجراً من مكة الى المدينة واستقبال اهل المدينة لأصحاب رسول الله مهاجرين من مكة والاخوة التي آخاها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار ومنها مشهد عبدالرحمن بن عوف مع اخيه الانصاري حينما عرض الانصاري عليه نصف ماله وخيره بين احدى زوجتيه ان يطلقها ليتزوجها هو، فرد عليه ان بارك الله لك في مالك واهلك ولكن دلني على السوق. وقد امتدحهم القرآن الكريم في اية 9 من سورة الحشر \”والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون\”.
وحبب الينا الرسول صلى الله عليه وسلم في مدينته العيش فيها واتيانها بقصد التعليم والتعلم، فمن حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: \”من جاء مسجدي هذا لم يأته الا بخير يتعلمه او يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل جاء ينظر الى متاع غيره\” ومن حديث انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: \”اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَيْ ما جعلت بمكة من البركة\” وحديث عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم: \”اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة او اشد وانقل حماها الى الجحفة، اللهم بارك لنا في مدها وصاعها\”.
الحكمة: من أكثر من ذكر الله أحبه الله
للتواصل 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *