[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

عندما نتأمل صفحات البحار أو المحيطات يأخذنا نوع من الانبهار .. وتسرقنا لحظات مفعمة بالنشوة والحبور حيث الجمال المجسم في الروعة .. والمنظر البديع الذي يأخذ بالألباب ويدخل البهجة في النفوس .. فالبحار عندما نشاهدها من اي مكان تبدو في حلة ناضرة وتبعث الطمأنينة في القلوب فترتاح لرؤيتها. ونعيش حالات تأمل مليئة بالدهشة والانبهار ولا تلبث هذه الدهشة ان تتحول الى تفكير عميق .. فتتصارع الافكار في المخيلة ويتبدد ذلك السكون الذي كان يسود الاذهان قبل لحظة.. لتعشعش في تلك الأذهان افكار متنوعة وأسئلة مختلفة .. لا نجد لها اجوبة كافية .. الا بعد الاستقرار في جواب \”واحد\” هو أن \”خالق هذا الكون قادر على كل شيء\”.
إن هذا المجال الذي يبدو في السطح .. يكمن في اعماقه أسرار كثيرة .. فمن المعروف ان هذا العمق يضم مخلوقات متنوعة الاحجام مختلفة الطباع والاشكال .. وتعيش مع بعضها البعض في وئام بالغ.. وجو اسري متناسق بعيدا عن ظلم القوي للضعيف كما هي عادة بعض البشر فالاسماك تعيش في انسجام بالغ دون ان يجرؤ الكبير على افتراس الصغير.. الا في حالات الغذاء المعروف والابلغ من ذلك ان هذه التماسيح وبأشكالها المرعبة تصبح في قمة الوداعة عندما تنام على الجزر فاتحة افواهها لتقتات الطيور من الفضلات التي بين اسنانها.
وبجانب هذه الحيوانات المائية فإن اعماق البحر ايضا تضم انواعا مختلفة من المعادن ومهرجانات من الاصداف وحدائق ملونة من المحار .. فتبدو تلك الكائنات في حلة زاهية تسر الناظر وتبهج الفؤاد وهذه المعادن أو الكائنات بالاضافة الى مناظرها البديعة فيها منافع اخرى للناس.
ولا ننسى ان البحار وكما هو معلوم لها فضل في ربط هذه الدنيا ببعضها البعض فعلى صفحاتها تمخر السفن بكل احجامها لتنقل المسافرين والامتعة والبضائع المختلفة من بلد الى بلد ومن مرسى الى مرسى، ناهيك عن ناقلات البترول تلك الناقلات التي تختال على عباب البحار في فخر .. المقصود من هذا الكلام.. ان البحار بالرغم من وداعة ورونق شكلها الخارجي تمور في داخلها حياة صافية وتدخر في الاعماق معالم متنوعة وهي ايضا بالرغم من هذه الوداعة والصفاء تموج احيانا بغضب عارم.. وتثور حتى تبرز على شواطئها الزبد بكثافة مروعة.. وهي عندما تثور وتغضب يصدر منها هدير يخال لك انه لا سكون لهذا الغضب العارم.. وان تلك الامواج الهادرة ستقتلع كل ما حولها.. ولكن ما هي الا لحظات حتى تعود اليها الوداعة ويصبح وكأن شيئا لم يكن.
انها نفس طبيعة بعض البشر .. الغضب المروع حتى يبرز النواجذ ثم الهدوء في لحظات وكأنه لم يثر قبل لحظات.
والأهم من ذلك .. هو ان التفكير في كل هذا يدعونا للتأمل في قدرة الله عز وجل وما حباه رب العزة والجلال من نعم متواصلة للانسان .. وما لهذه الاسرار من آيات كونية هي في الحقيقة آيات تدعونا الى المعرفة البالغة بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء وابدع في تصويره .. سبحانه خالق السموات والارض .. ومخرج الحي من الميت .. والميت من الحي .. تعالى شأنه .. وجلت قدرته.
الحكمة: العفو يصلح الكريم ويفسد اللئيم

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *