[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]شمس الدين درمش[/ALIGN][/COLOR]

يقبل التلاميذ في المرحلة الاولى من التعليم من معلمهم ما لا يقبلونه من غيره، وقد يتقدم المعلم الوالدين أحياناً في التأثير.
ومن هنا يتم الاهتمام بتكوين المعلم مهنياً ومعرفياً حتى يكون كفواً للواجب المنوط به.
ولكن المعلمين لا يتساوون، وقد ينحرف بعضهم عن المسار فيعلم تلاميذه باطلاً، ويلقنهم ما يضرهم ولا ينفعهم.
وقصة المعلم الصغير التي كتبها القاص الاستاذ محمد موفق سليمة تعالج موقفاً من هذه المواقف الخاطئة.
المعلم المتأثر بالفكر المادي الذي لا يؤمن بما وراء المحسوس الملموس المشاهد أراد أن يشكك تلاميذه البرآء في ايمانهم بالله، مستنداً الى وجود الاشياء المحسوسة، وما لا يحس غير موجود!!
فيقوم التلميذ الاول على الصف فيقول ببراءة وذكاء اننا لا نرى عقلك يا استاذ فهل انت من دون عقل؟! فضحك التلاميذ وفرحوا بجواب زميلهم الذي عزز ايمانهم بالله وبهت الذي كفر!
القصة في صياغتها طريفة ومناسبة في أسلوبها الحواري البسيط الفطري، وقد قصصتها شفاهة على التلاميذ في دار الايتام الاسلامية ببلدتي عندما كنت أعلم فيها، وحشدت لها من أسلوب الإلقاء الصوتي والحركي ما جعل التلاميذ ينصتون ويتابعون كأن على رؤوسهم الطير، فلما ألقى زميلهم حجته الدافعة دوى تصفيق صاخب منهم وارتسمت على وجههم علامات السرور والدهشة بالنصر!! هذا كله جميل!ولكن الجانب السلبي في القصة هو انكسار المرآة السافية التي ينظر فيها التلميذ الى صورة معلمه ومربيه، القصة تقول له بوضوح:لا تثق بمعلمك! وهذا جانب تربوي غير حميد في السياق. كان بإمكان القاص أن يجعل بدلاً من المعلم شخصاً آخر، يقوم بهذا الدور، ويحتفظ التلميذ بثقته في معلمه!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *