هرولة بعض الأعضاء

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

كنت اتمنى لو ان اعضاء مجلس الشورى الذين صوتوا لزيادة مرتبات المتقاعدين لم يهرولوا وانتظروا قليلا لا ان يصوتوا بزيادة المتقاعدين الضعاف بنسبة خمسة في المائة. وانا اعرف انهم يعلمون ان اقل مرتب في المتقاعدين لا يتعدى اكثر من الف وسبعمائة ريال. لان الخمسة في المئة لا تزيد المرتب للمتعاقد باكثر من خمسة وثمانين ريالاً كنت اتمنى لو انتظروا حتى يبحثوا مستوى اسعار المعيشة في المملكة وتقدم لهم تقارير من لجان موثوق منها من المجلس ثم بعد ذلك يقرروا النسبة التي تتساوى ومصلحة المتقاعد.
او انهم تحدثوا الى بعض المواطنين المتقاعدين بالرغبة لدى المجلس لزيادة مرتباتهم.
ولا اجد عذرا لدى السادة اعضاء مجلس الشورى الذين هرولوا للتصويت بهذا المقدار من الزيادة لانهم تم تعيينهم من قبل خادم الحرمين على مبادئ مصلحة الوطن والمواطن. اذ كان عليهم ونحن نخطو خطوات ديموقراطية أولى كان يجب ان نحاول ان نضع في اعتباراتنا احوال المواطنين وارتفاع مستوى المعيشة وكان يجب ان نحس باوجاع المواطن عندما نريد ان نغير او نعدل بعض امورنا، ولا شك ان هؤلاء المهرولين من ذوي الدراية والامانة والاخلاص في العمل والغيرة على مصالح الشعب. ولا سبيل الى ذلك الا بتوخي العدالة والكفاية والمصلحة العامة.
والكل من اعضاء مجلس الشورى يعلم ان الموظف اذا احيل الى التقاعد فهو قد وصل الى مرحلة العجز عن العمل والشيخوخة فعلى الدولة ان تعوله.
ولا شك ان خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بطبيعته ورؤيته العادلة التي يلتزم بها هي ينبوع تسري منه العدالة الى ولاته وقضاته وموظفية فيحيا الناس في الديمقراطية الصحيحة قولا وفعلا لان دين الاسلام دين العدالة والمساواة وقال الله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
ان اعضاء مجلس الشورى امناء على وطنهم ويؤدي كل واحد واجبه كاملا لينفع وينتفع ويأخذ ويعطي فإن قوة الوطن من قوتهم ومجده ليست من قوة الافراد ومجدهم. فعليهم ان يعيدوا النظر في هذه الزيادة الضئيلة وهم جميعا امناء على اداء واجب الوطن وان من حق المسلم على المسلم ان يصله ويعاونه ويواسيه.
فالبلاد تعيش ازمة ارتفاع الاسعار، ونحتاج الى سنوات من صبرنا عليها، والى اموال اكثر من طاقتنا والشيء الوحيد الذي ننتظره هو عطف خادم الحرمين الشريفين على ابنائه المتقاعدين وفورا.
والامل في الله ثم في ولي الامر وهو اعطاء هؤلاء الاشخاص وينتشلهم مما يحطيهم وهم يأملون ان غدا سيكون يوما احسن من اليوم ومن الامس. فاذا قضينا على الغلاء ستفتح النوافذ باذن الله.