[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

البحث عن جذورنا الإسلامية أحد أهم المطالب التي تنادي بها النخب الثقافية في مجتمعنا وهي مسألة لايمكن التنازل عنها مهما كانت المتغيرات الراهنة فالمساس بهذا الموروث يعد انتقاصاً لتاريخنا وكبوة من كبوات الماضي البعيد تحت أي ظرف من ظروف المواجهة مع أي طرف من الأطراف الأخرى ونحن هنا لا نتحامل على الغير والذي من حقه علينا أن نبادله الاحترام ونفتح أمامه المتاح من قنوات التواصل وتبادل وسائط المعرفة التي تبرز جوانب مضيئة في حياتنا الاجتماعية والثقافية والفكرية وهي نماذج تمثل مفردات ومكوناتنا الحضارية بثقلها السياسي والاقتصادي وامتلاكنا للقوة العسكرية التي تستطيع أن تحمي هذه المنجزات وتؤمن الاستقرار بمعناه الشامل بما فيها الأمن الغذائي وعندما تحققت هذه العوامل استطاع العالم الإسلامي وبفخر أن يسجل انجازاً غير مسبوق في الكثير من عناصر التفوق العلمي والأدبي بقدر ما أتيح له من تقنيات مهما كانت بساطتها ويخطئ من يعتقد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر استطاعت أن تُرجِّح كفة الغير تحت أي مسمى من المسميات المتداولة فهذه الأحداث مزجت بين السياسة والاقتصاد والهيمنة العسكرية ووجدت فكراً ضحلاً لدى أقليات من المؤسف أنها تبنت فكر وثقافة خاصة تحت عباءة الإسلام لم تجد من علمائه من يقف في وجهها ويتبرأ من مخططاتها التي ذهبت بعيدا عن تسامح الدين الإسلامي بإراقتها لدماء الأبرياء واعتمادها على العنف الذي وصل لذروته وشكل خطراً هدد السلام العالمي واستطاع الغرب أن ينعت هؤلاء بالإرهاب المسلح واخذ طابع التعميم على كل من يعتنق الإسلام وهذا الخطأ بعينه.
هذه النظرة الحاقدة أفرزت متغيرات جديدة وخلق عداءات واحتقانات طال أمدها استقلها بعض المسلمين لمزيد من الممارسات وأعمال العنف ضد مصالح الغرب في دول إسلامية ساهمت إمكانياتها المتواضعة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاختراقات كرَّس على إثرها أصحاب الأفكار التحررية من أبناء الإسلام جهودهم ببرامج إصلاحية سبقتهم مجتمعاتهم الإسلامية بالأخذ بها واعتمدتها في خطط التنمية والبرامج الانتخابية فظهرت مايسمى بالليبرالية الإسلامية في رسالة من أنصار التحرر والانفتاح نحو الغرب بتواجدهم على الساحة الفكرية الليبرالية بحثاً عن تنفيذ برامج إصلاحية في ظل توفر مناخات ديمقراطية تحقق أهدافهم وليتهم عرفوا أن رسالة الإسلام الخالدة التي نزلت بنظام وسطي معتدل يحقق الكرامة للإنسان ويحفظ حقوقه كاملة وبالتالي فإن المجتمع الإسلامي يمتلك مقومات الحياة العصرية وإن كنا نحترم مفهوم الليبرالية دون أن نضيف لها صفة الإسلام وإن اعتزازنا بمنهجنا الإسلامي لا يعني الانغلاق على أنفسنا ورفض التجديد ولكننا نزداد تمسكاً بالهوية والخصوصية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *