[ALIGN=LEFT]حاتم ابراهيم الشدوي[/ALIGN]

الكل هنا كتب عن محافظة جدة، جدة غير كما يقول الكثيرون.. تلك المدينة التي يتكلم عنها الكثير من الدول العربية أنها عروس البحر الأحمر دعوني أفضفض قليلاً معكم لأني أحبها نعم أحبها كثيراً بل أحب كل شبر في وطني العزيز.
سأشدد عليك يا جدة في مقالي هذا ووطنيتي هي تلك الشدة التي سوف أشدد بها عليك، لكن إذا أتى أحد غريب يتكلم عنك وينقص من مقدارك أمامي فإني والله أثور في وجهه كالوحش الكاسر.. هذه هي وطنيتي.
عشت فيك يا جدة ولكن ليس منذ صغري وإنما فترة دراستي الجامعية وعاش بك من كان قبلي ومن أتى بعدي من أقاربي وكنت أزاورك كثيراً بعد تخرجي وأنا أحببتك من حبهم لك.. لدرجة من يأتي أحد يسألني عن شيء لم أعرفه أقول له موجود في جدة.
عندما دخلت إلى الجامعة أحببت أن أعرف شيئاً عن محافظة جدة فاتجهت إلى المكتبة ووقعت يدي على مخطط كبير يحكي عن محافظة جدة وكيفية تخطيطها عن طريق شركة أمريكية من ولاية تكساس الامريكية.. حقيقة انبهرت بذلك التخطيط الراقي الذي يعتبر أول نواة لمحافظة جدة في تخطيطها والبنية التحتية .. ثم ترك ذلك التخطيط بيد أمانة محافظة جدة كي تكمل مشوار التطور.. لم أكن أعلم أن تحت الورود \”دم وشوك\”.
تلك الشركة التي سلمت نواة المشروع تخطيط محافظة جدة الحضاري رحلت من زمن بعيد جداً.. رحلت بعد أن اوعزت إلى من يهمه الأمر بأن يستمر هذا التخطيط على نفس النمط وعلى نفس المنوال.. وأن يكون التخطيط بالتناسب شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً حسب اتساع النطاق العمراني.. ماذا حدث بعد ذلك؟!
حدث أن مخطط الصرف الصحي لم ينفذ منه سوى الربع.. وهو ذلك المتجه نحو المناطق الراقية وما عدا ذلك أصبح مناطق عشوائية.. عندما أرى عمارة مكونة من أربعة أو خمسة أدوار لكل دور شقتان أو أربع بواجهة الرخام ولم يصلها صرف صحي نقول عنها عمارة بنيت بناء عشوائي.. إذاً ثلاثة أرباع منطقة جدة بنيت بناء عشوائي.. عذر أكبر من ذنب!.
ثم يقولون أن البحر مستواه أو ارتفاعه أكبر من مدينة جدة.. عذراً أكبر من ذنب هذا وليس لدينا نهر يفيض حتى ندينه كل تلك الادانة سوى بحيرة المسك.. وعندما ندخل إلى مدينة جدة نشتم تلك الروائح التي تقول لنا أن الكيل قد طفح ويقولون لنا أمرها سهل قد أتينا بشركة ماليزية لتنقية الروائح.. ما هذا الأمر والمراوغة.. يعالجون الخطأ بالخطأ .
[email protected]
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *