الدياب ونبش الذاكرة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
** سامحك الله يا محمد دياب، لقد فتحت لديَّ شلالاً من الذكريات والمواقف عن هذا \”البني آدم\” شحات مفتي ذلك العسكري الفاهم لدوره، وذلك المسؤول المروري الذي كان أول من طبق ضرورة ربط الحزام، فكان يتابع أي سيارة لا يقوم قائدها ـ بربط الحزام ـ بل أصدر يوماً ـ فرماناً ـ يقول: إن كل قائد سيارة عليه أن يقف على الخط الأصفر ولا يتجاوزه ليجعل عامود الإشارة خلفه فلا يراه عند إضاءته الخضراء ويعطل حركة السير فكان أن نفذ فرماناً شديداً التزم الناس بذلك لكنه اختفى مع اختفائه من مسؤولية المرور. ذات يوم وكان خارجاً من دوامه في إدارة المرور فشاهد ـ قائد سيارة ـ يقطع الإشارة فتابعه حتى أوقفه وجازاه، ولشحات مواقف غاية في المروءة ولأذكر واحدة منها:
كان أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان كريماً بجاهه فكان كثيراً ما يذهب إلى شحات في وساطة ـ ما ـ فعندما كرر ذلك عليه إذا بشحات يقول له:
شوف يا أستاذ هذه آخر مرة أقبل منك مثل هذا. وقبل أن يبدأ الأستاذ اعتراضه واندهاشه إذا بشحات يواصل قائلاً:
عليك أن ترفع سماعة الهاتف وأنا آتيك لمنزلك وأقضي لك ما تحتاج إليه.
عندها خرج الأستاذ الزيدان ليأتني في مكتبي بجريدة المدينة أيامها والدموع تفر من عينيه وهو يقول: شوف الواد شحات إيش عمل في وقص عليّ الحكاية وأردف قائلاً: إنه ابن أبيه.
هذه واحدة من مواقف شحات مفتي، وأنا سبق وأن ذكرت بأن هناك من ارتبط العمل بأسمائهم فما أن تذكر أحدهما حتى يتداعى إليك اسم الآخر في لحظة تداعٍ عجيب، مثلاً في الأمانة ما أن تذكرها فتذكرك باسم سعيد فارسي مهما أتى بعده من يفوقه إنتاجاً، وهناك زكي يماني في البترول مهما تغيرت الوجوه، وهناك شحات مفتي في المرور مهما أتى من أتى بعده.. هكذا هي الحياة.
ولشحات الكثير من المواقف الطريفة التي أوجدها بروحه المرحة التي لا تتعمد ـ خفة الروح ـ بل هي تأتي انسياقاً منه.
ولأخينا عبدالمحسن حليت قول شهير يقول: هناك أناس قادرون على أن يشتموك وأنت سعيد بذلك \”الشتم\” يأتي شحات في مقدمتهم لنظافة قلبه أولاً ولطيبة نفسه ثانياً.
أقول سامح الله \”محمد دياب\” على نبش بعض هذه الذكريات وفي الذاكرة والجعبة الكثير من المواقف الإنسانية الجميلة التي تسطر عن العقيد شحات أحمد مفتي متعه الله بالصحة والعافية.
التصنيف: