[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمر عبدالقادر جستنية[/COLOR][/ALIGN]

الاول هو القاضي ريتشارد غولدستون وكتب تقريرا موثقا يدين اسرائيل عن مذابح غزة، وما قامت به من انتهاكات تجاه الارض والانسان، والجهود التي بذلها ويبذلها الاسرائيليون بمساندة دبلوماسية وعنصرية عالميا، ومشاركة فلسطينية فلسطينية، والابتزاز الذي تتحدث عنه الصحافة الالكترونية التي تخترق حاجز الصمت بين حين واخر يدعو الى العجب، والبقية تأتي.
هل من المنصف ان نفقد غولدستون وتقريره لصالح استمرار التجاذبات السياسية بين الفلسطنيين من السلطة الى الاحزاب التي تتنافر يوما بعد آخر، وتسعى الى السلطة باي وسيلة حتى وان كان استخدم العدو لهم؟ هل هي حقائق تلك التي تنشر \” الكترونيا \” تباعا من يوم التأجيل الى يومنا هذا، من المسئول؟ والى متى تظل القضية هاجس الكل، والكل يستخدمها حسب توجهاته السياسية، واهلها عازفون عنها بانفسهم وطموحاتهم؟ هل انتهى زمن الشرفاء الفلسطنيين قبل غيرهم؟
والثاني هو د ليونارد هووتينير الخبير في الامراض الناشئة والصحة العامة الذي ظهر للعامة في بعض الفضائيات العربية وغير العربية ولعل ابرزها قناة الجزيرة التي استضافت الرجل الاسبوع الماضي ليحذر من حقيقة مرض انفلونزا الخنازير، ويعتبره مرضا مصنعا مثله مثل غيره من الامراض التي داهمتنا في السنوات الاخيرة، ووصف المرض بانه مؤامرة ضد الانسانية، والهدف مصالح بعضهم، ومصالح الشركات وربما بعض الدول، وهو قال للمشاهدين احرصوا على النظافة العامة، وتقوية جهاز المناعة، وحذر من التطعيم المعد للمرض، قبل معرفة حقيقة انجازاته مختبريا، وتاثيراته الجانبية الفعلية على الانسان.
وللرجل مؤلفات في الصحة العامة وكتبه من الاكثر مبيعا في الولايات المتحدة، وبالتالي هل من مصلحته ان يقف ويعرض نفسه للأشكاليات من نوع القضاء وتوابعه ان لم يكن متأكدا؟ اذن ما بالنا نحيط مخاوفنا المصنوعة بايدي اصحاب المصالح، ونصنع منها سياجا دون الحقيقة؟
ولكن رب ضارة نافعة لاول مرة في تاريخ الوطن يبدي وزير اسفه على وضع الوحدة الصحية المدرسية، التي تعاني اهمالا غير مسبوق، ويطالب برفع مستوياتها لما يليق بانسان المستقبل، وربما السعي الى درس وضع الفصول الدراسية التي تكتظ بالابناء، نبيلا كان وزير التربية والتعليم الامير فيصل بن عبدالله؟ كم رجلا مثله نحتاج في وطن \” الانسان \” لنرتقي، ونكون اوفياء للوطن؟ وحريصون على ابنائه وخيراته؟
وكان ثقات ممن اعرف اخبروني عن مشاهدات عايشوها اخيرا في بعض الدول الاوروبية بعيدا عن مخاوفنا، خلال اجازة عيد الفطر \” الاضطرارية \” وبعيدا عن الكمامات والاشعة فوق الحمراء والذعر، بعدما جالوا دولا اوروبية لبعض اعمالهم، واخرين منهم حضروا مدن العاب برفقة ابنائهم ولم يروا اي استعدادات غير اعتيادية صحيا، ولم يلمسوا اي نوع من الذعر الصحي، اذن لماذا نحن؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *